أرسلت لي امرأة ورقة في إحدى الندوات. جاءت عاملة جديدة إلى موقف عربات القطار، حيث تعمل، فانقطع التيار عن كل مراكز التحويل، حتى القطارات البخارية لم تنطلق في ذلك اليوم. وتساءلت في الورقة: أيعقل أن يستطيع الإنسان التأثير في العالم المحيط بهذه الصورة؟ أؤكد لك أنه يستطيع، وتشتد قوة هذا التأثير مع كل عام يمضي. طبعاً ليس بالضرورة أن يكون هذا التأثير واضحاً بهذا الشكل.
أتلقى مئات الرسائل عن قصص تتحدث كيف تتأثر الكومبيوترات والسيارات والأجهزة الأخرى بالحالة الانفعالية للإنسان. وتتزايد هذه الحوادث عدداً. في إحدى كوارث الطيران التي أحطت علماً بتفاصيلها، أعتقد أن المشاجرة التي نشبت على متن الطائرة بين أفراد الطاقم، بسبب إهانات أو غيرة أو غير ذلك، أدت إلى تعطل جهاز التحكم بالتزود بالوقود. لكنهم منحوا فرصة من الأعلى، ولو أنهم توصلوا إلى المصالحة في الوقت المناسب لتمكن الطيارون من رؤية الكارثة التي بدأت بالحدوث. ولكن نظراً للكارثة التي وقعت، أظن أنهم بقوا مصرين بعناد على اعتراضاتهم وأحقادهم، ولم يرغبوا في تغيير التعامل فيما بينهم.
إن تغيير التعامل مع الحالة هو لدرجة ما نوع من تغيير الذات. إنها عملية مؤلمة وأحياناً معذبة، ولكن نتيجتها محمودة. في النهاية، نحن نستلم الجائزة، أي الحياة، على التغييرات التي نقوم بها.