في حزيران/ يونيو 2016، كانت عارضة الأزياء روزي مركادو على متن طائرة متّجهة إلى نيويورك عندما رحبّت بها مضيفة الطّيران قائلة: “آنسة ماركادو، لن تسعك الكرسي، عليك شراء تذكرة ثانية لحجز كرسيّين.”
في ذلك الوقت كانت مركادو تزن 190كغ، ولم تكن تلك الملاحظة الجارحة أوّل ملاحظة سمعتها في حياتها.
عائلتها عانت من هذا الوزن الزّائد أيضاً، فلم تستطع مركادو اصطحاب أولادها إلى ديزني لاند بتهمة أنّها ثقيلة جدّاً لدرجة أنّ الألعاب لا تحمل وزنها، مما اضطّرها إلى توظيف حاضنة لأخذهم بدلاً عنها كي لا يدفع أولادها ثمن ذنب اقترفته هي.
كانت تأكل بطريقة خطرة، تلجأ إلى الأكل غير الصحي لترويض القلق والتّوتّر الساكن في أعماقها. “لم أكن في موقع يسمح لي بالاختيار الصّحيح، فضّلت الماكدونالدز والبطاطا المقليّة على الفاكهة و الخضار. لم أكترث لصحّتي وهذا أثّر على من حولي وخاصّةً أولادي.”
ولكن، حادثة الطّائرة المحرجة كانت آخر ما استطاعت مركادو احتماله من هذا القاتل المتنكّر بزيّ الطّعام. ومن يومها، بدأت تستبدل الوجبات السّريعة ببروتينات خالية من الدّهون وفاكهة وخضار. اشتركت مع مدرّب خاص وبدأت بالذّهاب إلى النّادي الرّياضي ست مرّات في الأسبوع لمدّة ساعة يوميّاً.
الآن، وقد أتمّت الخمسة والثلاثين من عمرها، عارضة الأزياء البدينة استبدلت قياس ال34 بقياس 16. وزنها المثالي بعيد الآن فقط عن متناول يديها ستّة كيلوغرامات وقد باتت تعي معنى السّعادة وحبّ الذّات.
“عندما كنت أكبر بالحجم، لم أكن صاحبة قراراتي أو حاكمة جسمي، كانت الدهون سيّدة على ذاتي، ولها سلطة غير محدودة. الآن بدأت أفهم معنى حبّ النّفس وتقديرها.”
منذ خسارتها الوزن، بدأ عمل ماركادو بالازدهار. أصبحت عارضة أزياء لأهم وكالات عارضات الأزياء وأصبحت وجه الغلاف للكثير من المجلّات وقدوة للعديد من الأشخاص الذّين يعانون ما عانته ماركادو. ولكن الجائزة الأهم الّتي حظيت بها هي امضاء الوقت مع أولادها، فقد اصطحبتهم إلى ديزني لاند هذه السّنة من جديد !
“لم تكن رحلة سهلة، لم أتوقّعها أن تكون ذلك. ولكن حين أقارن الحياة الّتي أعيشها الآن بالحياة الّتي عشتها من قبل، أعرف أنّ كل دقيقة أعيشها الآن تستحق المعاناة السّابقة.”