خلال إحدى محاضراتي اقتربت مني امرأة وأخبرتني أنها لا تستطيع أن تتحمل جسمها وهي تبكي كلما نظرت إلى نفسها في المرآة. مع أنه بنظري كان جسمها مقبولاً تماماً إذا انطلقنا من معايير الجمال التي خلقتها لنا مجلات الموضة.
إن الطبيعة لا تتحمل الفراغ، فكل شيء على هذه الأرض له زوج يكمله. فمثلاً هناك الشقراوات وهناك من يحب الشقراوات، وهناك البدينون ومن يحب البدينين، والنحيفون ومن يحب النحيفين، وهكذا.
أجابتني قائلة إنها بحاجة لشخص لا يعير انتباهاً لجسمها الذي برأيها لا يوافق معايير الجمال. فقلت لها إن الرجل الذي يقترب منها قد انجذب نحوها لسبب ما، وإذا بقي لبعض الوقت يتكلم معها فذلك يعني أن كل شيء فيها يجذبه وأن الجسم له الدور الأساسي في المسألة لأنه أول ما ينظر إليه الرجل عندما يريد التعرف إلى امرأة. وإذا أزعجه شيء فيها أو في جسمها فذلك يعني أنها أضجرته بأفكارها عن نفسها فبدأ يعكس هذه الأفكار فيقول إنها بدينة أو نحيفة أو غير ذلك.