منذ طفولتنا المبكرة يعلموننا كيف نصارع، كيف نحل المسائل التي تقف أمامنا بالقوة. فمثلاً يقولون لنا إنه علينا أن نتجاوز العقبات ونحقق النجاح، ونسعى إلى تحقيق نتائج جيدة في المدرسة كي ندخل الجامعة فيما بعد. وتدريجياً يصبح من ضمن عاداتنا أن نصارع ونناضل ونحقق الأهداف، وينضم إلى ذلك خبرة الأجيال السابقة المحفوظة في شيفرتنا الوراثية.
فيتشكل انطباع بأنه يسود في هذا العالم الكراهية والصراع والعنف في حل المشاكل، ونحن نعرف جيداً ما هي الكراهية والصراع من وجهة نظر المنطق ومن وجهة نظر المشاعر.
إن المحبة هي نسيج الاتصال في هذا الكون. ما الذي يربط جميع الأشياء مع بعضها في الكون ؟ إن قانون تجاذب الأجسام وقانون قوة الجاذبية مكتشفان في كل مكان، وبالتالي فإن علم الفيزياء يثبت وجود قوة رابطة.
إذا نظرنا حولنا فإننا نرى أن كل ما هو حي في هذا العالم ينجذب بعضه إلى بعض بفعل المحبة، فيقود ذلك إلى البناء أو الإبداع والتطور. وعندما ترى ذلك تبدأ بتجاوز انفصالك عن العالم وعن الناس وعن الجنس الآخر، فنحن إذا كرهنا شيئاً ما فسيؤدي ذلك إلى الصراع والتدمير والركود.
إننا عندما نكون قادرين على المحبة فذلك يعني أن نتقبل الأشياء والناس كما هم. نحن هكذا لا ننعزل عن العالم إنما نخطو خطوة باتجاهه، وعندها يخطو العالم خطوة باتجاهنا، فتظهر القوة وتتدفق طاقة الإبداع ويحدث التطور. كل ذلك يشبه لقاء الرجل بالمرأة، فالرجل أو المرأة يخطو كل منهما خطوة باتجاه الآخر، ويبدأ كل شيء بالحدوث. لذلك قرر منذ الآن إن كنت ستخطو خطوة باتجاه العالم وباتجاه نفسك أم أنك ستستمر بالانعزال.