أنا أحترم عمل وقدرات الأطباء والجراحين والمعالجين بالطاقة وبالقوى الخارقة، لكن هدف كتاباتي يتلخص في تعليمك كيفية اعتمادك على نفسك لتحل مشاكلك وتكتسب حريتك من خلال تغلبك على مشاكلك، وليس في التنازل عن قوتك للآخرين. وتكون نتيجة اكتشافك لحقائق نفسك أن الأمراض، إذا كانت موجودة، ستتركك وسيبدأ مركز الطاقة المعني بالقيام بوظائفه.
لقد كثرت المدارس المتخصصة في العلاج بالطاقة، وسارع الناس إلى محاولة تعلُّم الطرق التي تنشط مراكز الطاقة بهدف اكتساب قوة خارقة، وهذه الرغبة مفهومة تماماً فمن لا يريد أن يحلّق فوق الأرض ويرى من فوق الناس كحشرات صغيرة؟
هذه الطرق بأغلبيتها تؤدي إلى أمراض جسدية أو أمراض نفسية، وعلى الأرجح إلى الاثنين معاً. وهناك تأثير جانبي إضافي يتمثل في أن التلميذ يصبح ألعوبة في يد المعلم. فإذا أردت أن تتجنب مصيراً كهذا، فإنني أنصحك بتأمل الفكرة التالية وتقبلها:” عندما يأتي وقت القوة فلتأت، وفي هذا الوقت سأستمر في العيش والاستمتاع بحياتي، وإذا كنت فعلاً بحاجة لذلك، فستأتي القوة بنفسها عندما أصبح جاهزاً لاستقبالها”.
إنني أعتبر أفضل طريقة للتعامل مع النفس دون أن تسبب ضرراً لنفسك هي”الجلوس باسترخاء”، فعندما تجلس باسترخاء وتسمح للتأمل بالسير بشكل طبيعي، فإن كل شيء يحدث بنفسه. وإذا مارست التأمل جالساً بصورة دورية، فإنك ستلاحظ أن سير العمل ينتقل بتلقائية من منطقة إلى أخرى في الجسم، وعندها تتحرر كافة مراكز الطاقة بشكل طبيعي وبسلاسة. أما إذا أخذت تستعين، في عملك مع نفسك، بعقلك المنطقي وسعيك للحصول على القوة، فإنك ستخسر كل شيء وستسبب لنفسك الضرر، وستعمل خلال السنوات اللاحقة على محاولة التخلص من الأضرار التي سببتها لنفسك.
إن الإنسان، بشكل عام، يصبح مستعداً لامتلاك القوى الخارقة بعد سن الخامسة والأربعين شرط أن يكون ذلك قدره في الحياة، لذلك عش حياتك واستمتع بها. أعتقد أن فن الاستمتاع بالحياة هو أهم فن يجب أن نسعى لإتقانه، أما كل ما تبقى فيمكن الاستغناء عنه