لمن يخضع العالم اليوم؟

لا يخطر ببالنا مدى تجذر الجريمة الأخلاقية في اللاشعور وكم تمتد فترة انتقالها إلى الذرية. إن رفض الحب وتخريب الوحدة الداخلية مع الناس الآخرين، كل ذلك رفض للخالق ورفض للطاقة الإلهية التي يستحيل أن نعيش من دونها. هناك القليل القليل من الطاقة لدى الناس الذين تتجمع في لاوعيهم مشاعر الكراهية والقسوة والاغتصاب، مما يجعل إمكانات النفس تضيق لديهم ومساحة السعادة الإنسانية تتضاءل.

إن الجريمة الأخلاقية التي تقتل الحب والوحدة مع الخالق والعالم المحيط، الدافع لها هو عقيدة الشخص وخلقه.

ينتج عن التقيد بالتعاليم الإلهية القدرة على التعامل الصحيح مع البشر والعالم والذات. فالشخص الذي لا يحترم والديه، لا يجل الله في لاوعيه، وهذا يعني أنه على استعداد لمخالفة بقية التعاليم. قد يبدو هذا مفهوماً ومنطقياً، ولكن لماذا توقف الأولاد عن احترام الوالدين في كثير من الدول الغربية؟ إن عدم الاحترام هذا يقود إلى تشوه المجتمع. يجب أن نفهم إنها عملية تسير وفق قوانين الكون، وعلينا أن نبحث ليس عن المذنبين بل عن الأسباب التي أدت إلى الوضع الحالي.

يقبع في لاشعورنا مئات ملايين السنين من التطور، فإذا شعر الطفل بأن له المكانة الأولى في الأسرة، وإذا كان يحصل على كل شيء أولاً بما في ذلك الطعام، فعلى مستوى اللاشعور يبدأ عدم احترام الوالدين بالظهور. في القرن الماضي أعلنت الدولة السوفييتية أن الطبقة الوحيدة التي لديها امتيازات هي الأطفال. وكان ممكناً أن يزج في السجن من يعاقب ولده. ولاحقاً حدث خراب متسارع للأسرة وللأخلاق.

لا مناص من أن تنتقل المادية، في نهاية المطاف، من الخضوع للمال وللخبز إلى الخضوع للحياة كمكون أساسي للسعادة الإنسانية. المرأة هي رمز الحياة، لذلك فإن الحضارة المادية، كتيار وثني، سوف تخضع عاجلاً أم آجلاً للمرأة وللجنس ولرمز الحياة الأعلى الذي هو الطفل. ولكن إذا كان الخضوع للمرأة والجنس والحياة في القبائل الوثنية هو نتيجة عدم تطور الروح، فإنه في العالم المعاصر نتيجة لانحلال الروح،أي ضعف الإيمان وتراكم اللاأخلاقية في داخلنا.

سيرغيه لازاريف

أفكار تغيّر حياتكالجريمة الأخلاقيةالسعادة الإنسانيةالماديات