تؤكد النظريات المادية أن التقدم التقني يجر وراءه التقدم الأخلاقي، وهي على حق إلى درجة ما. الظروف الحياتية المريحة والنظافة والنظام تجعل البشر أكثر هدوءاً ظاهرياً وأكثر ليونة وتهذيباً، ولكن ظاهرياً فحسب. فالتقدم التكنولوجي قد يضر بالنفس ويقتلها.
رمز التقدم التقني والوعي المتطور والقدرات الخارقة والجمال والكمال هو الشيطان. لقد كان التطور التقني بالذات سبباً في فناء حضارات كثيرة، فالطاقة الضرورية لتطوير النفس كانت تصرف على احتياجات التقدم.
عندما يصبح الوعي والقدرات والتحكم والسيطرة والمال ورغد العيش والخيرات الروحية والمادية غاية بحد ذاتها،فهي تبدأ بإبادة النفس بشكل غير ملحوظ وبانتزاع الطاقة العليا منها.
لماذا بعد مرور ألفي عام نرى الصورة نفسها؟ نحن نختار الحل الأسهل:المذنبون هم رجال الدين. نعتقد أنهم خدعوا الشعب واستغلوا تفوقهم على الآخرين. لكننا نرى أن أغلب رجال الدين لا يسعون على الإطلاق إلى خداع أي كان، إنهم يؤمنون من صميم قلوبهم بصحة مواقفهم ويحاولون مساعدة الآخرين. لكن، وبكل بساطة، أصبحت عبادة صنم النفس بالنسبة إليهم عائقاً لا يمكن اجتيازه.