خلال تفكيرنا بموضوع ما، نتناوله في حديثنا وكأنه شيء غريب موجود خارجنا. وهنا يكمن الخطأ الأساسي والفخ الذي لن تخرج منه أبداً، إذا لم تباشر برؤية وفهم أن العالم المحيط بالإنسان هو انعكاس لعالمه الداخلي. وسيكون محتوماً عليك العيش في عالم الأشكال فتصبح أسيراً لها. وكل ذلك لأنك تقول لنفسك دائماً عند رؤيتك لغرض ما أو تفكيرك بشيء ما:” أنا موجود هنا وهذا الشيء موجود هناك”.
فأحاسيسنا تؤكد لنا باستمرار أن جميع الأشياء موجودة خارجنا. وهذه هي المشكلة الرئيسية عند الإنسان، ولا يمكنه الحديث عن أي حرية طالما توجد لديه هذه الحالة من الوعي، وطالما لم يبدأ برؤية أن ليس هناك مسافات أو تقسيمات أو أزمنة.
عندما تتصرف بهذه الطريقة فإن المعلومات تصبح منيعة عليك بطريقة آلية، لأن الخطوة التالية في تفكير عقلك هي:” نعم، إن المعلومات في مكان ما هناك ولكن كيف يمكن الحصول عليها؟”. وعند هذا الحد ينتهي كل شيء. فالإنسان يحس عندها بالغباء وهكذا يجعلك عقلك غبياً.
إذا استطعت أن تدرك أن العالم المحيط بالإنسان هو انعكاس لعالمه الداخلي، وأنه لا يفصل بينك وبين الأشكال التي تصادفها في حياتك أي شيء، وإذا أدركت أنك متحد مع كل الأشكال، عندها يبدأ كل شيء بالنجاح. فكل معلومة تحتاجها موجودة في داخلك.