منذ مدة قمت بزيارة قريتي، وهناك قتلت أفعى بسبب خوفي أولا ًوبسبب حالة الذعر التي كان سائدة حولي ثانياً، ولكنني فيما بعد ندمت بشدة ولم تبرح صورة الأفعى المسكينة مخيلتي لعدة أيام. وعندها أدركت أن الإنسان القوي فعلا ًلا يقتل أحداً، فهو ليس بحاجة لأن يقتل أحداً وهو لا يقتل إلا عندما يهدده خطر مباشر وليس خطر وهمي.
هذه الحادثة أصبحت الأخيرة بالنسبة لي بين الحوادث التي كنت اتصرف فيها بعنف وأسبب الألم والمعاناة للكائنات الحية وخاصة للناس المقربين مني. وبفضل هذه الحادثة، رأيت كيف كان دوري كضحية يتخلل جميع لحظات حياتي تقريباً، وكذلك رأيت كيف لعبت دور الجلاد( أو القاتل ) في كل لحظة من لحظات حياتي. لقد كنت ألعب دور الجلاد بالنسبة للعالم الخارجي لأنني كنت أعتبر نفسي ضحية نظام مجهول بالنسبة لي من حيث قوانينه. فإذا حاولنا أن نعي كل تصرفاتنا وأفعالنا، للاحظنا أن عملية الانتقال من دور الضحية إلى دور الجلاد وبالعكس، التي نقوم بها كل حياتنا، تصبح واضحة ويسهل علينا رؤيتها.
إنك عندما تلعب دور الضحية يتفاقم في داخلك الاحتجاج والغضب والحقد،وعندما تصل إلى ذروة هذه الحالة تتحول إلى لعب دور الجلاد وتبدأ بصب كل ما تراكم في داخلك على العالم المحيط بك، ومن ثم عندما تنهك قواك تنتقل مجدداً إلى دور الضحية وهكذا تتأرجح إلى ما لا نهاية.
عندما ترى كيف تكون ضحية وجلاداً في نفس الوقت، وتدرك هذه المفاهيم والأدوار، تبدأ أدوار الضحية والجلاد بالتلاشي من الوجود بالنسبة لك. وهذا يعني أنك تأخذ على عاتقك مسؤولية نفسك وحياتك بصورة كاملة.