ألا تظن أن من المربح لك أن تكون ضعيفاً؟ إن الضعف يمنحك امتيازات كثيرة، أليس كذلك؟ إن هذه الامتيازات تحديداً هي التي تدفعك لأن تستمر بلعب دور الضحية، فقد تأقلمت تماماً مع هذا الدور وتعرف كيف تحصل على الفائدة منه وكيف تحافظ على البقاء. إن لعب دور الضحية هو أمر عادي بالنسبة لك وأنت تعرف كيف تتعايش معه، في حين أن إدراك وتقبل حقيقة أنك مصدر كل شيء ومن ضمنه كل ما يحدث معك، يتطلب منك تحمل مسؤولية حياتك، وهذا يعني أنك ستكون مضطراً لأن تشمر عن ساعديك وتزيل بنفسك كل الفوضى التي أحدثتها.
لماذا إذن تتمسك بدور الضحية؟
إن المزحة التي لعبتها معك أحاسيسك هي أنها نقلت انتباهك إلى العالم الخارجي، وانتقلت نتيجة ذلك إلى اتخاذ موقف دفاعي لتحمي نفسك. فالعالم وكل الناس القاطنين فيه يبدو أنهم يهددونك دوماً بالإزعاج وبالمشاكل، وهذا ما تشعر به، وبهذا الشكل تنفصل عن الكل المحيط بك.
إذا كان العالم الخارجي يساوي العالم الداخلي، فمن يهاجم من في هذه الحالة؟
وإذا كان العالم الخارجي استمراراً لنا، فمن يهاجم من؟
هل يمكن للكل أن يهاجم الجزء؟ هل يمكن للمحيط أن يهاجم الموجة؟
إن التعامل مع شعورنا بالعجز واعتبار أنفسنا ضحايا يتطلب وقتاً وقوة وإصراراً ومروءة، ولكن صدقني أن الأمر يستحق، فرائحة الحرية رائعة.
أما فيما يتعلق بدور الضحية، فإننا عندما نفعل شيئاً من أجل الآخرين، وخاصة عندما نضحي بشيء من أجلهم، نتوقع نفس الشيء بالمقابل.
لكن هؤلاء لا يقومون بهذا عادة. وهنا تظهر مباشرة ثلاثة أسئلة:
ما هو الشيء في داخلك الذي ينتظر دوماً شيئاً بالمقابل؟
لماذا ينتظر المقابل؟
ماذا سيحدث إذا لم تحصل على شيء بالمقابل؟
عليك أن تعلم أنك قبل أن تضحي بنفسك يجب أن تتوقف عن اعتبار نفسك ضحية، وقبل أن تضحي يجب أن يكون لديك شيء تضحي به.