نرى الكثير من الناس يفتحون مشاريع خاصة بهم، إلا أنهم يصلون إلى نتيجة طبيعية وهي الإفلاس. يعود ذلك إلى أن حالتهم الداخلية لم تتوافق مع المشاريع والمهام التي وضعوها نصب أعينهم. إن العمل الحر هو إبداع ويتطلب من الإنسان بعض الإمكانيات والقدرات المحددة. إذا كانت تلك الإمكانيات معدومة أو ضعيفة التطور، عندها يجب اجتياز طريق وعر ومؤلم من التربية الذاتية. لا يحدث تطور وازدهار بدون عذاب وتعب. إذا كان الإنسان غير جاهز لفعل ذلك،عليه أن يعي عاجلاً أو آجلاً أن الحل الأفضل بالنسبة إليه أن يقوم بدور المنفذ،أي أن يقوم بالأعمال حسب ما يطلب منه.
لنفترض أنكم قررتم يوماً فتح مشروع عمل خاص بكم. إن الهدف هو الحصول على أكبر كمية ممكنة من المال لتحقيق أكبر قدر من السعادة. لكن عندما تندفعون للتنفيذ، تبدأ أحلامكم بالتبخر. يتبين لكم أن الحياة قاسية جداً وأن الناس الذين وثقتم بهم مخادعون وخونة.
للقيام بأي عمل،يجب التعامل مع الناس،ولا بد من المهارة في خوض النزاعات،ويجب تعلم احترام الآخرين وجعلهم يقابلون الاحترام بأحسن منه. إن الخطط التي تعتمد على عدم الخسارة تخبو سريعاً وسرعان ما تنهار هذه الخطط وتفشل بشكل دائم. أما السبب فهو بسيط:لقد فشلت في وضع الأهداف والمهمات. إنك لم تتعامل بشكل صحيح مع الحاضر والمستقبل.
عندما يضع المرء هدف الحصول على المال نصب عينيه، لا يمكنه إلا أن يعمل تحت إمرة الآخرين. أما الإنسان الذي يستطيع أن يدير أموره بنفسه، فإن الهدف الذي يسعى إليه لا بد أن ينجح في فتح آفاق إبداعه والقدرة على تنميتها وتطويرها والنجاح في استغلال الطاقة الزائدة. إن المال هو أحد مؤشرات إبداعه وعبقريته ونشاطه.
عندما يضع الإنسان هدفاً تحقيق المستقبل الزاهر، سوف يكون محكوماً عليه بفقده. يحصل التطور والازدهار فقط في مكان تواجد الطاقة. وتتواجد الطاقة حيث تتواجد المتناقضات وحيث يتحقق الحب باعتباره انعكاساً للألم والسعادة. عندما يرغب الإنسان في الحصول على السعادة بدون الألم، فإنها ستنعكس إلى أمور سلبية. المتناقضات وحدها تتحول إلى نقيضها.