الجواب بسيط: من شعور الحب.
إذا لم يكن في روحك شعور الحب، وأنت تضحك وتفرح، فإن الطاقة التي تحصل عليها تأخذها من أولادك، من قدرك، من مستقبلك. يعني أنك تستهلك كل الاحتياطي لديك من أجل أن تعيش اللحظة الآنية مرتاحاً.
إذن يتحول الحب دائماً إلى فرح ولكن لا يمكن أن يتحول الفرح دائماً إلى حب. يطرح عليّ كثيراً سؤال: كيف نتعلم الحب؟ والجواب على قدر كبير من البساطة.
أول ما يجب أن نفهمه أن السعادة الوحيدة الممكنة هي التوحد مع الله. فإذا لم تتقبل النفس هذا الأمر البديهي، فهي ستفقد هذه الطاقة العليا وتتحول إلى شيء آخر. لذلك يجب الخضوع للخالق الواحد فقط. لكي نحس بالإلهي في داخلنا بشكل حقيقي، يجب أن ننبذ الاهتمامات الدنيوية كلها ليوم واحد في الأسبوع. كما يمكن أن نقوم بالعزوف عن الدنيا لفترة ما بين شهر وشهر ونصف كل عام.
عندما يكون لدى الإنسان الكثير من الحب، فيجب عليه أن يمنحه باستمرار على هيئة طاقة أو إبداع أو رعاية أو عمل. أما إذا كان الإنسان يسرق، ينهب، يقتل، يتبع غرائزه ومتعته الخارجية، فإنه يستهلك الطاقة الموجودة لديه ويفقد الحب. فالجنس بدون حب يهدف للحصول على المتعة وحدها. هنا نقوم ببذل الطاقة ليس من أجل تطوير شعور الحب، وليس من أجل قدوم الأولاد، وإنما من أجل المتعة فقط. لذلك يحرم الانحلال الجنسي الإنسان من الحب.
لكي نحافظ على الحب، لا بد من المرور الدوري بالألم للتطهير. يساعدنا على تعلّم الحب النقي الخالي من المصلحة والإحساس به، احترام الوالدين، مسامحتهم، إزالة أي اعتراضات عليهما. فنحن، بشكل لا واعٍ، نحب والدينا دائماً. بينما الشخص الحسود الذي هو دائماً مستهلك يريد أن يأخذ أكثر مما يعطي، لن يتعلم الحب حتى يتجاوز هذه الحالة.