ليس هناك في العالم شيء له وجود مستقل عن الأشياء الأخرى. ولكن الغريب أننا عندما نقوم بتسمية شيء ما، فإن هذا الشيء يصبح له وجود ذاتي مستقل بالنسبة لنا، ونظن أنه يملك وجوداً ذاتياً خاصاً به. فمثلاً عندما ننظر إلى السيارة لا نرى القطع التي تكونت منها ولا الأشياء التي تحيط بها، فبسبب تسميتنا لها وتعريفنا لها بالسيارة، اعتقدنا أنها تملك وجوداً ذاتياً مستقلاً عن العناصر التي تتكون منها. وهذا يعني أننا نرى ونسمع ما نريد أن نراه ونسمعه ونشعر به، إنه الوهم بعينه. إن عقلنا يقوم بتوليد المفاهيم والتعريفات ويخلق أوهاماً فكرية تقوم بحجب الأشياء عنا، وهذا ما يراد به عندما يقال إن كل شيء من حولنا وهم.
هذا الوضع مريح بالنسبة لنا، ولكن إلى حدود معينة. إن “الأنا” الخاص بنا يخلق الكلمات والتعاريف ليعيش في عالم يحس فيه بالأمان. ولكن كيف يمكنك أن ترى أن هذا الأمان هو وهم أيضاً، لأنه لن يحميك من التعرض لأحداث ومواقف مزعجة باستمرار. لهذا من الضروري أن تتوقف عن البحث عن الأمان لنفسك، لأن “الأنا” عندما يبحث عن الأمان يكون خائفاً في داخله. ولأنه خائف فإنه سيجذب الأوضاع المرتبطة بالمخاوف.