تخيل الآن أنك تلقيت للتو إهانة من شخص ما بحيث جرح مشاعرك. في لحظة تلقيك الإهانة، بمقدورك أن تشعر “بالأنا” الخفي بوضوح تام وكأنك تلقيت ضربة. في هذه اللحظة يتكاثف الأنا،فتشعر بألم وانزعاج. وإذا ظهرت لديك مشاعر سلبية أخرى، فهذا يجعل الأنا تظهر بوضوح أكبر. وبالعكس،عندما نشعر بمشاعر سعيدة وفرحة، لا تظهر “الأنا “بنفس الوضوح.
أشير إلى أن “الأنا” هو مصدر جميع الأفكار والأشكال، وهو الذي يولد التقييمات، وهو الذي يقسم العالم إلى سيء وجيد، وإلى ” أنا، وأنت، وهو”، وهو الذي يقسم الخارجي عن الداخلي، والأيسر عن الأيمن، والأعلى عن الأسفل. أي أن حقيقة “الأنا” هي عرقلة توحد الأشياء،هي التجزئة وفصل نفسه عن الكل.
السؤال هو: كيف نتعامل مع “الأنا”؟
الجواب هو: علينا أن نقتنع بأن “الأنا” بحد ذاته غير موجود وأنه وهم آخر من الأوهام التي يخدعنا بها عقلنا.
من الطبيعي أن رد الفعل الأول على هذا هو الخوف: “إذا تم تدمير “الأنا”، فماذا يبقى مني؟ هل سأستمر بالوجود كشخصية؟ هل سأشعر وأحب أم سأتوقف عن ذلك؟”. من أين يأتي هذا الخوف برأيك؟ طبعاً إنه قادم من “الأنا” الذي يدافع عن نفسه بهذه الطريقة. فماذا نفعل في هذه الحالة؟علينا بالتأكيد أن نعتمد على أنفسنا ولا نتراجع. وسيأتي الفهم في وقته.