هذا هو قانون الحياة: يجب أن يتم تغيير الشكل ورميه باستمرار،أما المضمون فيجب أن يبقى ويتطور.والشخص الذي لا يريد أن يطور مضمونه ويفضل الارتباط بالشكل، سوف ينقرض مع القشرة البالية. هكذا يستطيع الوثني أن يعيش على درجة عالية من الرخاء إلى أن تتطلب منه الظروف مستوى من الطاقة أعلى بكثير مما هو فيه، وعندئذ ينقرض عن وجه الأرض بكل بساطة.
الناس الذين استطاعوا أن يتقبلوا وصايا موسى هم فقط الذين رفضوا الخضوع للغرائز الإنسانية وهؤلاء هم أقلية. لذلك كان لا بد لبني إسرائيل أن يهيموا في الصحراء أربعين سنة لكي يصلوا إلى المستوى المطلوب.
منذ ثلاثة آلاف سنة لم يكن مستوى الأخلاق المرتفع الذي اشترطه الله مفهوماً تماماً من البشرية،أما الآن فسوف تهلك الحضارة بدون مستوى عالٍ من الأخلاق. يوجد قانون بسيط للتطور: يجب ألا يتجاوز التطور المادي والروحي بكثير التطور الأخلاقي وإلا فالهلاك.
لذلك كان الحب والأخلاق أساس كل حضارة على الدوام. تأتي الأخلاق والحب من الدين ويتم تثبيتها بواسطته. إن أي حضارة سوف تفنى إذا كان التقدم التكنولوجي والروحي فيها يفوق بكثير إمكانياتها الأخلاقية. إذا كان عدد الطوابق في البناء يتجاوز بكثير متانة القاعدة فلا بد أن يؤول البناء إلى السقوط عاجلاً أم آجلاً.