تكمن مشكلتنا مع “الأنا”، أننا عندما نطلق الأسماء على الأشياء لتحديدها وللتعرف عليها فيما بعد، نصنفها مباشرة في خانة الأشياء الآمنة أو الخطرة أو المفيدة أو الضارة. ثم عندما نرى هذه الأشياء مرة ثانية، نستعيد التصنيف الذي وضعناه لها من قبل من دون أن ننظر إلى واقعها الحالي، أي أن “الأنا”خلق كوناً آمناً لوجوده الشخصي.
هل عرفت مدى خطورة هذا الأمر؟ هذا يجعل “الأنا”الخاص بنا يرفض كل التغييرات، فهو لا يستطيع أن يتصرف إذا صادف وضعاً أو شيئاً لا يملك تعريفاً له. ولذلك يسعى “الأنا” للاستقرار، ولكن سعيه لتثبيت وتجميد كل ما يحيط به يجلب عليه ردة فعل أكثر عنفاً، وبالتالي تحدث تغييرات أكثر حدة وقسوة. وعندها يتعرض “الأنا” في داخلنا إلى صدمة، فيزيد انغلاقه على نفسه، ويحاول جاهداً فرض سيطرته على كل ما يحيط به لعدم السماح بأي تغييرات، مما يقود إلى صدمة أخرى وانتكاسة أشد، فتعود الدورة إلى أولها من جديد.