من المهم معرفة ماذا سيحدث بعد سنة أو سنتين. لقد وجدت لنفسي تسلية ممتعة؛ مشاهدة الأخبار ومحاولة التنبؤ بما سوف يحدث في العالم خلال فترة من الزمن. في البداية فشلت في ذلك ووصلت إلى طريق مسدود. لكن مع الملاحظات المتكررة، تبدأ الطاقة بالتولد وفجأة تلاحظ باندهاش أن تخميناتك أصبحت أكثر دقة. إن تلك التنبؤات تجلب للإنسان متعة لا حدود لها، وأكثر بكثير من المتعة التي يحصل عليها من ارتياد الكازينوهات.
لقد أقلعت عن ارتياد الكازينوهات بعد مراقبة وملاحظة ممتعة قمت بها وحصلت على نجاح في ذلك. بالمناسبة، أصبحت على قناعة تامة أنه من الأفضل نقل جميع الكازينوهات إلى أماكن بعيدة ومحددة. إن الكازينوهات تزيد لدى الإنسان طباع الجشع والطمع وعبادة المستقبل، وتقوي الشهوات. وهذا يؤدي إلى تدمير المستقبل.
كيف تبدو عواطف وانفعالات الإنسان المدمن على القمار؟ أهم رغباته هي التنبؤ بالمستقبل وإعادة التحكم به. إن تطور الوعي والإدراك هدفه توسيع طرق التحكم بالمستقبل، ولكن من أجل ذلك يجب منح طاقة.
تخلق الرغبة في الربح والحصول على مبالغ كبيرة تأثيراً عكسياً فهي تحصل على طاقة من المستقبل على شكل كميات من المال. وكلما كانت الرغبة الاستهلاكية أقوى، انخفضت بسرعة طاقة الروح لدى الإنسان. بعد ذلك تضعف قوة الحدس لديه. يصبح مبدأ الغاية تبرر الوسيلة بالنسبة له هو الأهم، ودون أن يلاحظ يصبح ذلك الشخص عبداً لرغباته وأهدافه.
عادة يكون من يربح في لعب القمار في الكازينو هو الشخص الذي ليس لديه طمع بما يخص المستقبل، والذي لا يهمه الربح. عادة يكون ذلك الشخص متزناً جداً أو غنياً أو أن ذلك الربح ليس ضرورياً له وليس بحاجة إليه. ولكن ليس الكازينو فقط هو الذي يزيد وينمي الطمع لدى الإنسان بما يخص المستقبل.