إذا لم يتوحد البشر عبر الإيمان بالله والاستعداد للالتزام بتعاليمه، بل كان ما يوحدهم هو اللغة أو القومية أو الأرض، فسوف تنشأ حتماً النزاعات والتناقضات وتتفاقم بقوة متزايدة تبعاً للمصالح. تحدث أي وحدة عبر تصارع الأضداد، لكن الأضداد لا تتطور دائماً بالتنازع، فسوف يفني بعضها بعضاً إذا لم تجد لغة مشتركة.
كلما كانت الطاقة الداخلية أقل، تراجعت الفرص لتطور الأضداد وتوحدها. إذا كانت الطاقة لا تكفي إلا لتأمين البقاء على قيد الحياة وتأمين الاحتياجات الضرورية، فهل تذهب لبناء العلاقات وإيجاد التفاهم والحلول الوسط بين الناس؟بالطبع كلا. لذلك لا يستطيع الوثني أن يغفر، عليه أن يقتل من آذاه وينتقم منه. ولذلك فإن الدول التي يوحد الناس فيها المال والرفاهية والمصالح العشائرية والقومية، تنهار بالتدريج داخلياً ثم تتفكك من بعدها خارجياً.
جوهر أي دين هو التوجه إلى الله، كل ما تبقى هو مجرد وسيلة تساعد في تقوية وانفتاح هذه الحركة. إذا كان التوجه إلى الله ضعيفاً في الدين، أصبح هذا الدين أكثر عدوانية تجاه الأديان الأخرى. إذا ضعف المضمون الداخلي، أصبح الشكل الخارجي أشد عدوانية. إذا وضعت كل ألوان الطيف الشمسي على قرص وأدرت القرص بسرعة فسوف تتوحد الألوان في لون أبيض نقي.
إن الأديان مثل الأسلام واليهودية والمسيحية تنبع من الوصايا العشر التي تعرفها البشرية منذ آلاف السنين. فإذا كان الإيمان بالله بالنسبة لكل شخص والالتزام بالتعاليم التي تتيح للحب أن يتفتح في النفس هي القضية الأساسية، عندئذ سوف تتوحد الأديان في مستوى أعلى من أي دين. لا أرى أي فرصة في البقاء للإنسانية غير هذه.