جرب أن تفكر بضرورة النهوض فوراً والذهاب إلى مكان ما، فكر بهذا بشكل جدي. بهذه الطريقة تكون قد وضعت أمامك هدفاً، ولكنك ما إن تفعل ذلك حتى يظهر توتر خفيف في جسمك (حاول أن تلاحظه). فكل فكرة ترتبط بتحقيق هدف ما يرافقها دوماً توتر. ويرافق كل توتر وجود تنبيهات تنتقل إلى الدماغ، فيتولد الضجيج في الرأس. وكلما كثرت الأهداف والمشكلات، زاد التوتر وبالتالي زاد الضجيج.
والآن حاول أن تفكر بعدم حاجتك للذهاب إلى أي مكان وأنك حر ويمكنك في اللحظة الراهنة أن تفعل ما تشاء. فإذا صدقت نفسك فإنك تسترخي فوراً، والآن بعد أن توقفت صار بمقدورك ان تمارس التأمل.
تذكر أن الطريقة الوحيدة لحل أي مشكلة تعترضك هي التوقف. فمهما كان ما تمارسه في اللحظة الراهنة ومهما ضغطت عليك أعمالك المستعجلة، حاول أن تتوقف وتبقى حيث أنت في اللحظة الراهنة وتنظر إلى مشكلتك. وما إن تفعل ذلك حتى تبدأ مشكلتك بحل نفسها، شرط ألا تقاومها أو تصارعها.
يسمح لك التأمل بالتقدم إلى الأمام لأنك تتوقف عن القيام بجميع نشاطاتك أثناء جلسة التأمل، وإلا ستبقى تدور في حلقة مفرغة، تسعى وراء أوهام يصنعها عقلك وتدور حول كيفية تغييرك لحياتك. فنحن عندما نتوقف وننظر ببساطة، فإن الحواجز ومهما طال بها الأمد، تكشف في يوم ما عن سبيل لتجاوزها.