إن الفرح والعواطف الإيجابية تقوي المناعة. وعلى العكس، إذا كان الإنسان غير راض ٍ ولديه اعتراضات وانزعاجات تحول دون الحب والفرح، تتناقص المناعة وتبدأ شتى الأمراض.
مع الزمن سيتوصل العلماء إلى نتيجة مفادها أن المناعة هي طاقة، وطبيعة هذه الطاقة مختلفة عن الطاقة العضلية والبدنية. إن عواطفنا ومشاعرنا طاقة أيضاً. الطاقة القصوى تتولد من الفارق بين تياري الزمن
ماذا يعني هذا؟ يقول بوذا:” فقط هنا والآن”، ويقول السيد المسيح:” لا تهتموا للغد. يكفي اليوم شره”.( ويقول الإمام علي بن أبي طالب:” اعمل ليومك كأنك تعيش أبداً”). أولئك الذين يحاولون أن يعيشوا في الغد، في المستقبل، كما لو أنهم انتقلوا إلى هناك، ينغلقون على أنفسهم وتنخفض الطاقة لديهم. والذين يعيشون على ذكريات الماضي، يفقدون الطاقة أيضاً ومعها المناعة. إذا أردت أن تعرف إذا كان المرض يتسلل إليك أم لا، انظر إلى نفسك كأنك مراقب خارجي. ثم حدد أين هو إحساس السعادة الرئيسي لديك. إذا كان في الماضي فأنت مريض ولم يعد لديك طاقة، أما إذا كان في المستقبل، فسيكون فقدان الطاقة لديك أكبر ومشاكلك الصحية ستكون أسوأ. فقط إذا كان إحساسك بالسعادة هو الآن في الحاضر، فسوف تكون سليماً
يصعب على الإنسان أحياناً أن يحدد إلى أين يتجه إحساسه بالسعادة. أنا أخبركم: إذا كنت تشعر بالأسف على الماضي ولا تستطيع قبول ما جرى معك، فهذا يعني أن سعادتك هي في الماضي، وسوف يستنزف الأسف طاقتك. إذا كان لديك قلق بالغ تجاه المستقبل، وخوف وحزن، فهذا يعني أنك توقفت عن العيش في الحاضر وسوف تفقد الطاقة بشكل متزايد بسبب الخوف والقلق والحزن. في المستويات العليا، ليس هناك ماضٍ ولا مستقبل، كل ما هناك هو الحاضر. لذلك فإن التقوقع في الماضي أو المستقبل، هو عدائية تجاه الزمن ومحاولة تخريبه.