السبب الخفي الذي يجعل خططنا في الحياة تفشل – د. سيرغيه لازاريف


من يفكر في المستقبل ويضع في حسبانه الاحتمالات السلبية، يضيف إلى أحلامه ألم الخسارة المحتملة. كلما ازداد عدد العوامل السلبية التي يستطيع الإنسان أن يأخذها بالحسبان، كانت فرص تحقيق رغباته أكبر. هذا ما نسميه الاتصال العكسي.

عندما يغيب الاتصال العكسي في التفكير، يصبح مسطحاً وساكناًً، وتصبح أي خطة أو فكرة للمستقبل ذات لون وردي وغير قابلة للتحقق. إذن الاتصال العكسي هو الألم، الإخفاق، الإزعاجات. ما هو المرض؟ إنه الاتصال العكسي بين الإنسان والله، فالسلوك الخاطئ يولد المرض إذ يعي الإنسان نقصه. وهذا ما يدفعه إلى تطوير معرفته للكون.

كيف يحدث هذا؟ عندما يسير الإنسان على طريق خطرة، فأي إشارة مرور، سواء كانت للتحذير أو للمنع، هي إنذار بالخطر الذي قد يكون مميتاً. يحافظ الإنسان الطبيعي على رغبته في المضي قدماً وفي الوقت ذاته يراقب باهتمام وحذر إشارات المرور. تساعده هذه الإشارات بالانتباه للخطر وبتفاديه. ولكن الإنسان ذو الحالة النفسية غير الطبيعية قد يفكر:” يقول علماء النفس إنه لا يجوز أن نتخيل السيء وإلا سوف نقع فيه، لذلك لن أنظر إلى إشارات المرور المزعجة. مزاجي حسن فلماذا أعكر صفوه؟ “، أو بالعكس تماماً قد يفكر:” هذه الإشارات المزعجة تعني أن الطريق شديدة الخطورة. الأفضل ألا أسافر أبداً “.

على كل الأحوال، عندما يركز الإنسان على المتعة، على المستقبل الزاهر، ويطرد أي أفكار مزعجة، لن يحصل على ما هو حسن أبداً. فكلما كانت السعادة أكبر بما نحصل عليه، كان ألم فقدانه أشد، ومن لم يكن مستعداً لتحمل الألم لن يحصل على السعادة. إذا أراد أحد أن يتسلق جبل مرتفع، عليه أن يتمتع بمستوى عالٍ من الاستعداد الداخلي والخارجي، وإلا فسوف يلقى حتفه

أفكار تغيّر حياتكالسعادةالفشلالمستقبل