لا يستطيع تحمل فقدان ما يشغف به. قبل أن يفقد موضوع شغفه يكون خاضعاً له. بعد أن يفقده يكره الآخرين أو نفسه بسبب ما فقد. الخضوع والكراهية يترافقان ويتكاملان معاً، أحدهما وثيق الصلة بالآخر.
يمكن الخضوع لله دون أن نظهر الشغف ولا التعلق، لأن الله أبدي ولا يمكن أن نفقده، بما يعني أن حب الله لا يمكن أن يولّد عدوانية لا داخلية ولا خارجية. الأبدية في روحنا لا تحتاج إلى حماية.
إذا ذهبت إلى عرّافة وتنبأت لك بشيء جيد جداً، فسوف تبدأ لديك عملية التعلق بهذا الشيء ومن ثم الخضوع للمستقبل في داخل روحك، وهذا سوف يؤدي إلى فقدانه، أما إذا تنبأت لك بأحداث مزعجة جداً، فيمكن أن يظهر لديك الرهاب والاكتئاب، وهكذا أيضاً قد تخرب مستقبلك أو تفقده.
إذن ، إذا كانت معرفة المستقبل تدفع إلى الحب وترغمنا على الاهتمام بالروح، فقد تكون مفيدة. أما إذا أثارت فينا هذه المعرفة الخوف والاكتئاب أو الإفراط في الفرح، فإنها مضرة. لذلك كان الأنبياء يتكلمون عن مستقبل شعوب بأسرها وليس عن أفراد. وقد ساعدت معرفة المستقبل البشرية كي تبقى على قيد الحياة. لجأ الإنسان إلى الأنبياء لإنقاذ روحه، وللعرافين لإنقاذ جسده ونقوده.
أما بالنسبة للأحلام، فأحياناً تكون أحلامنا انعكاساً لما سوف يحدث لنا. إذا أردت شيئاً ما، فيعني ذلك أن هذا قد أصبح ممكناً. فإذا لم تخضع للأحلام ولم يحدث لك اكتئاب خوفاً من فقدانها، ولا استياء أو كراهية تجاه من يعيق حلمك، عندئذٍ يمكن للأحلام أن تتحقق.