تستحيل معرفة المستقبل، هذا خطير، وسأشرح لك لماذا. كلما حاولنا الارتقاء إلى مستويات أعلى، يجب أن تكون نفسنا أطهر. في المستويات العليا يكون الزمن مضغوطاً والمستقبل مرئياً. إن ما نسميه حكمة، حدساً، توقعاً، حقائق عظمى، هو مجرد رؤية لمستويات أعلى. هناك حيث ينضغط الكون في نقطة، يوجد الحب المطلق والمعرفة التامة لما كان وسيكون. ليس المعرفة وحدها بل التحكم أيضاً. فالوعي هو احتكاك مع المستويات العليا وهو يؤدي آلياً إلى التحكم. فإذا كان الحب قليلاً في النفس، فإن الاحتكاك مع الحقائق العظمى يقتل، وكذلك الأمر مع المستقبل.
توقع المستقبل بالكامل مستحيل. يمكن للإنسان تلقي معلومات عن لحظات مستقبلية من الأعلى، ولكن هذا موضوع آخر. تخيل أنك تزور عرافة وتعطيك صورة عن المستقبل القريب، ويبدأ الكثير مما أخبرتك إياه بالحدوث. عندئذ سوف تعتبر كل ما أخبرتك به حقيقة مطلقة. هل تعرف ما الذي سيحصل لك بعد ذلك؟ سوف تقوم في لاوعيك بالدفاع عن صورة العالم تلك التي قدمتها لك، وتقضي على كل ما لا يطابقها. يعني أنك ستقضي على المستقبل الحقيقي بخضوعك لصورة العالم الوهمية التي اعتبرتها حقيقية.
لاحقاً سوف تمرض وتموت، لأن من لديه عدوانية تجاه المستقبل لن يحصل عليه.