إن العقل المستقيم المنطقي يتقيد في أفعاله بالأساليب والقواعد، أي بأساليب السلوك المتبعة المجربة. فهو في اتخاذه للقرارات يقلب أوجه القضية كلها ويقارنها ثم يختار الوجه الأفضل. وهو يختار الأفضل مسترشداً بالربح الفوري لأن المستقبل محجوب عنه. فبتواجدك في العقل المنطقي تسير إلى الهدف خطوة إثر خطوة.
أما العقل اللامنطقي فليس لديه أساليب أو قواعد سلوكية متبعة،وفهو لا يحتاجها. وليس عليه أن يقلب أوجه القضية، لأن الإنسان عندما يفكر بعقله اللاعقلاني، يصبح هو والهدف شيئاً واحداً. أي أن النتيجة والفعل يتحدان معاً. ويمكننا رؤية كل ذلك في الأفعال الناجحة التي تقود إلى نتيجة فورية.
إن العقل المنطقي هو تفكير سطحي مبني على أساس”نعم-لا”، “أفضل-أسوأ”، “أقرب-أبعد”،إلخ. أما العقل اللامنطقي فهو تفكير حجمي. فعندما تنتقل في شوارع المدينة لتصل إلى الهدف،يقودك العقل المنطقي المستقيم. وأنت لا ترى الهدف في هذه اللحظة، فهو موجود في عقلك فقط.
إن العقل اللامنطقي اللامستقيم هو نظرة إلى المدينة من الأعلى لترى هدفك بوضوح. لكن أفعالك تكون معطلة في هذه اللحظة، فهذه الأفعال موجودة ولكنها كامنة في عقلك وعقلك مشغول كلياً بالهدف.
وعندما تقرر الوصول إلى الهدف،يخرج إلى السطح عقلك المنطقي المستقيم ويتراجع عقلك اللامنطقي في هذا الوقت. ولهذا تبدأ الأفعال بملء عقلك ويبدأ الهدف بالانطفاء والتراجع إلى المرتبة الثانوية.
لا شك أنك تواجدت في أوضاع نصحك فيها صوتك الداخلي بالتصرف بطريقة معينة، لكنك كنت تفعل العكس، وبعدها كنت تندم وتغضب وقد فات الأوان على تغيير أي شيء. أوضاع كهذه تلاحقنا طوال حياتنا وتلامس الأمور البسيطة والقرارات المصيرية. فكيف يعمل عقلنا العادي، الذي بمساعدته نجد اتجاهنا في العالم المحيط بنا؟ إنه يعمل باستقامة، ومن المهم بالنسبة له أن يشكل سلاسل منطقية سهلة التفسير يظهر فيها بوضوح ماذا يتبع ماذا ولماذا.
كيف يعمل الصوت الداخلي؟إنه يعمل بشكل غير مستقيم. فنصائح الصوت الداخلي لا منطقية دائماً لأنها تتواجد خارج التفكير المستقيم وخارج منطق العقل المستقيم. وجميع الناس، وأنت منهم، يعيشون بعقلهم. ولهذا يظهر لديك الشك، فقد اعتدت على استخدام عقلك المنطقي ولهذا لا تقبل نصائح صوتك الداخلي.