أي تواصل إنساني هو تضحية. كيف يتواصل الإنسان؟ إذا كان يريد الحصول من إنسان آخر على معلومات مفيدة ولا يقدم شيئاً بالمقابل، لن يحصل التواصل. نحن نتواصل لكي نصبح أغنى. نشترك في المعارف ونتبادل التجربة، ننصح بشيء ما أو نساعد الآخرين، ونقوم بذلك دون وعي.
كلما كانت الطاقة التي نعطيها ونأخذها أكبر أبان التواصل، أصبحت طاقاتنا أعلى وتطورنا بوتيرة أكبر. لكي نضحي يجب أن يكون لدينا احتياطي من الطاقة. بمقدار استعداد الإنسان للعطاء، تتطور إمكانياته. تذوب هذه الاحتياطات عند البخيل والحاسد والنفعي والحاقد، وبالتالي تتضاءل إمكانياته للزواج ولإنجاب الأولاد. أتذكر نصيحتي للنساء اللواتي لم يتمكنّ من الزواج: تعلمنّ الاهتمام والعطاء، حاولنّ أن تجعلن من حولكن سعداء، ولكن لا بد أن تفهمن أن السعادة الأساسية ليست السعادة المادية ولا الروحية ولا الحسية.
السعادة الأساسية هي أن نحسن الحب. حتى في الأزمنة القديمة حينما كان اختلاف البشر عن الحيوانات بسيطاً، كان البشر يفهمون أنه من دون تضحية لن يكون الصيد موفقاً. إذا حصلت على شيء يجب أن تعطي ولو جزءً منه.
سر النجاح في التواصل مع الآخرين – د. سيرغيه لازاريف