إذا بدأت أثناء مشاهدتك لما يحدث في بلدك بفقدان الأمل والإيمان بأن كل شيء سيصطلح في يوم من الأيام، فذلك يعني أنك بدأت تنفصل عن بلدك وعن مستقبله وبدأت المحبة تتلاشى لديك. وعندما تعود من جديد لمحبة بلدك وشعبك وحكومتك، مهما بدت الأمور التي تحدث في الزمن الحاضر مرعبة، فإن الإيمان والأمل سيعودان من جديد ليعششا في نفسك ويهدياك القوة والاطمئنان، وتبدأ حياتك الخاصة بالعودة إلى استقرارها.وربما تصبح أنت الفرد الذي يحول الكمية إلى نوعية، فيتغير وعي الناس، فكل إنسان يمتلك قدرات جبارة لتغيير مصير بلد كامل ومصير العالم بأسره.
إن العمليات التي تحدث في الإنسان تشبه العمليات التي تحدث في البلد وفي الشعب الذي يسكن هذا البلد.وبالعكس، فالشكل يتغير والجوهر يبقى هو ذاته.عندما ينعدم الاتحاد داخل الإنسان فهو ينقسم بين قوالب فكرية جامدة ومخاوف وعقد، مما يؤدي إلى زرع الفوضى والدمار في حياة الإنسان. ففي داخل الإنسان المتحد تتعاون القوالب الفكرية وتبدو حياة شخص كهذا منسجمة، بينما في حالة الانقسام الداخلي،تسعى القوالب الفكرية الداخلية للعيش على حساب بعضها، فتنفصل وتقوم بقمع وتدمير بعضها بعضاً، فيصبح الإنسان عصبياً وكثير الشك ويرى الأعداء في كل مكان.
بعض الخطوط الرئيسية للانقسامات التي قد تمر ببلدك،وبالتالي فهي موجودة فيك أيضاً:
-إننا نقسم ماضينا تقسيماً صارماً إلى ماضٍ جيد وماضٍ سيء، ماضٍ فيه شهرة وماضٍ ليس فيه شهرة،إلى ماضٍ متقدم وماضٍ متخلف.
-إننا نقسم أنفسنا إلى أصحاب سلطة وأشخاص عاديين، فأصحاب السلطة يمكنهم فعل أي شيء ولا يعاقبون على شيء، بينما الأشخاص العاديون ليس لديهم حقوق أمام أصحاب السلطة، وهذا يعني أن أصحاب السلطة يمكنهم وفق إرادتهم أن يعطوا الآخرين أو يأخذوا منهم، ويمكنهم أن يعدموا ويرحموا.
اللوحة: morphological-echo-salvador-dali-