إن محاولاتنا لتحقيق شيء ما توقظ في داخلنا عاصفة عمياء من الانفعالات والأحاسيس والأفكار والمشاعر المرافقة، فجهودنا لتحقيق النتيجة تعمينا وترهقنا. أما التوقف عن محاولات حل المشكلة فيسمح بإيجاد حل لها بصورة أسرع وأكثر فعالية.
لا شك في وجود شيء في حياتك فشلت في تحقيقه أو حله، وربما السبب هو أنك تبذل مجهوداً هائلاً ومفرطاً، فما رأيك بالاستسلام؟.
إن هدف كل تأمل يتلخص في وجوب شعورنا بالانتعاش والنشاط والقوة بعده، ويجب أن تمتاز أفكارنا بالسرعة والصفاء، ومن الطبيعي أن ذلك يجعل العالم مشرقاً ونيراً، فإذا لم تشعر بذلك فقد أفرطت على الأغلب في التوتر محاولاً تحقيق نتيجة جديدة، كأن تتخلص من عقدة ما. إن رغبتك في فعل شيء ما مع هذه العقدة أوقفت تيار الوعي، فحصلت بالنتيجة على ما حصلت عليه. في لحظات كهذه تحديداً، وعندما يحاول الناس جهدهم تحقيق نتيجة، يمكن أن يقود هذا إلى اختلال في العقل، فالصراع هو الصراع وهو يستهلك القوى دائماً ويجعل العالم ضبابياً.
عندما تتواجد في بداية الطريق، فإن رغبتك في التصرف والتخلص من شيء ما أمر مقبول ويساعدك في التقدم للأمام، لكنك بمقدار تقدمك للأمام واكتسابك الخبرة، تشعر بوضوح بوجود مقاومة وكأنك تدور في مكانك. فإذا لاحظت أمراً كهذا، فاعلم أن جهودك الذاتية هي التي تقاومك وتمنعك من التقدم، ومع الوقت تتعلم كيفية تمييزها بدقة.
كل ما تحتاج إليه موجود أمامك منذ زمن بعيد، وعليك فقط أن تزيل عن نفسك التوتر والرغبة في تحقيق شيئ ما. فلا شك أنك تواجدت في مواقف كنت تراقب فيها مبتسماً كيفية محاولة أحد معارفك أو أقاربك إيجاد غرض هو موجود أمام عينيه، فتذكر حالتك في هذا الوضع وقيّمها.
اللوحة: The Phantom Wagon by Salvador Dali