لم عليك تجنّب لقاح الأنفلونزا ؟


في كل عام، وفي مثل هذا الوقت من السنة، يبدأ قطاع صناعة اللقاحات، عبر شبكته الواسعة من الوكالات الرسمية المعنية بالصحة وعبر شركائه في وسائل الإعلام، بزرع الخوف في أذهان العامة من الأنفلونزا الموسمية وذلك لدفع أكبر عدد ممكن من الناس للحصول على اللقاح ضد الأنفلونزا. ويبدو كذلك أنّ عدداً متزايداً من الأدلة يظهر كل عام ويوضح بدقة لما ينبغي أن نتجنّب لقاح الأنفلونزا أو لما ينبغي على الأقل ألا نأخذ هذا اللقاح من دون التفكير بعناية في العواقب الخطرة التي تنجم عن المشاركة في هذه الطقوس السنوية.

وكما لاحظتم على الأرجح، من الصعب جداً الخروج إلى أيّ مكان عام في هذه الأيام من دون أن نصادف لافتات وشعارات ولوحات إعلانية تحمل جملاً إعلانية مثل “احمِ نفسك ومن تحبهم عبر الحصول على لقاح الأنفلونزا” أو “احصل على اللقاح وليس على الأنفلونزا.” لكن، ومهما حاول قطاع صناعة اللقاح جاهداً أن يفرض لقاح الأنفلونزا على الناس إلا أنه يبقى دوماً خدعة غير مثبتة، ومسببة للخوف، وغير علمية تماماً تقدّم فوائد صحية غير قابلة للقياس.

“فوائد” لقاح الأنفلونزا ضئيلة إحصائياً

في العام الماضي على سبيل المثال، أظهرت دراسة أجراها مركز أبحاث وسياسات الأمراض المعدية في جامعة مينيسوتا أنّ معدل فاعلية لقاح الأنفلونزا بالكاد يبلغ 1.5 % أيّ أن 1.5 فقط من أصل كل 100 شخص يحصلون على اللقاح يتجنّب الأنفلونزا. وفي أسوأ الأحوال، يكون لقاح الأنفلونزا عديم النفع تماماً إذ أظهرت الدراسة نفسها أنّ حوالى 97% من الأشخاص الذين لا يحصلون على اللقاح لا يصابون بالأنفلونزا أيضاً.

وهذا يعني أنّ لقاح الأنفلونزا غير فاعل بمعدل 98.5% ما يعني أنّ الغالبية الساحقة من الناس الذين يحصلون على اللقاح لا يحققون أيّ فائدة صحية. وأعود وأقول إنّ هذا في أفضل الحالات حيث يتم تجاهل هامش الخطأ والتغاضي عن أيّ شذوذ إحصائي. وبموضوعية تامة، ما من دليل صغير قاطع يثبت أن اللقاح ضد الأنفلونزا مفيد في الوقاية من الأنفلونزا لدى أيّ شخص.

لا يلقى 36000 شخص حتفهم كل عام بسبب الأنفلونزا

وعلى الرغم مما تقدّم، تشنّ مراكز الوقاية من الأمراض في الولايات المتحدة التي تسعى إلى توزيع 135 مليون جرعة من لقاح الأنفلونزا هذا العام، حرباً نفسية على الناس عبر تكرار ادعاءات كاذبة مفادها أن مئات الآلاف من الأشخاص يدخلون المستشفيات كل عام بسبب الإصابة بالأنفلونزا وأن حوالى 36000 منهم يموتون بسبب المضاعفات الناجمة عن الأنفلونزا.

في الواقع، لا يموت سنوياً سوى بضع عشرات من الأشخاص لأسباب ناجمة مباشرة عن الإصابة بالأنفلونزا. أما بقية حالات الوفاة التي تندرج ضمن فئة الأنفلونزا فتعود أسبابها فعلياً إلى الإصابة بالتهاب الرئة الذي يتأتى غالباً عن الضعف الحاد في جهاز المناعة. وفي بعض الحالات، يتحمّل ضعف المناعة الناجم عن لقاح الأنفلونزا نفسه مسؤولية حالات الوفاة التي يقع فيها اللوم على الإصابة بالأنفلونزا.

إنّ للقاح الأنفلونزا عدداً لا يُحصى من الآثار الجانبية المحتملة

ولا تقتصر المسألة على عدم فاعلية لقاحات الأنفلونزا بل تترافق هذه اللقاحات أيضاً مع مجموعة من الآثار الجانبية القاتلة التي نادراً ما تكشفها السلطات المعنية بالصحة للجمهور. ونذكر من هذه الآثار الجانبية تضرر الدماغ والخبل، فالعديد من لقاحات الأنفلونزا لا يزال يحتوي على الزئبق السام فضلاً عن الأعراض الشبيهة بالأنفلونزا التي تُبطل في حدّ ذاتها الغاية من الحصول على اللقاح أصلاً.

إنّ المأكولات الغنية بالفيتامين Dأكثر فاعلية من اللقاحات في الوقاية من الأنفلونزا

ولا يتم إعلام الناس في الوقت عينه بأن الفيتامين D الذي يمكن الحصول عليه بسهولة عبر التعرّض لأشعة الشمس، أكثر فاعلية في الوقاية من الأنفلونزا من أيّ لقاح. كما أن تناول المأكولات التي تعزز المناعة كالسبيرولينا والثوم والفطر الطبي وشرب الكثير من الماء الصافي والحصول على قسط وافر من الراحة تساعد على تجنّب الإصابة بالأنفلونزا أكثر من اللقاح.

الأمراض المعديةالانفلونزاالفيتاميناللقاحصحة وتغذيةضعف المناعة