هذه شهادة قارئة قررت يومًا وبعد سنوات من اعتماد وضعية سيئة للظهر والكتفين، أن تستقيم لكي لا تتألم في ما بعد وتستعيد ثقتها بنفسها:
لطالما علمت أن وضعية الجسم الصحيحة (الظهر مستقيم والصدر والرأس مستقيمان والكتفان إلى الوراء) هي أوّل أمر يمنح انطباعًا حسنًا عن النفس وثقة كبيرة بها. لسوء الحظ، كان ظهري منحنيًا وكتفاي مائلتين إلى الأمام لسنوات عديدة. وعندما كنت أنتعل أحذية ذات كعب عالٍ وأحمل على كتفي حقيبة ثقيلة كنت أبدو أكثر انحناءًا. والأسوأ من ذلك أنه ذات يوم أثناء نهوضي عن كرسيّ مكتبي شعرت بألم لا يُطاق في كليتيّ فجزعت كثيرًا من أن أصبح عاجزة!
العدو الأوّل: الكعب العالي. بعد هذه الحادثة استشرت الطبيب. يزداد أكثر فأكثر عدد الأشخاص الذين لا يتجاوزون سن ال 45 ويعانون آلامًا في العمود الفقري. يعود ذلك إلى الأذى المتكرر والاستعداد الجيني للضغط النفسي وعدم استقامة وضعية الجسم. وفسّر لي الطبيب أن وضعية الجسم تؤثّر على العمود الفقري، فإذا كنتم واقفين أو جالسين بظهر منحنٍ تزيدون الضغط على الفقرات والمفاصل والعضلات والأوتار التي تدعم العمود الفقري. هذا يعني أن الكعب العالي قد يكون حليفًا جيّدًا للإغراء ولكنه ليس حليفًا للصحة.
بعد التشخيص اكتشف المعالج الفيزيائي اختلالًا في التوازن بين الكتفين والوركين. إن جسدي يشبه علامة الإستفهام! وذلك يعود إلى الوضعيات الجسدية التي اعتمدتها منذ عمر المراهقة لأني كنت نحيفة جدًا وثدياي صغيرين وكنت أحاول أن أخفيهما من خلال حني ظهري.
قلة النشاط الرياضي: كنت ارفض أن أمارس الرياضة دائمًا بسبب عقدتي من جسمي. وبعد فترة، عندما أصبحت النحافة موضة رائجة تقبّلت طولي الذي يبلغ 180سم وكنت أضيف على هذا الطول كعبًا عاليًا أيضًا. وبعد أن توظّفت كنت أمضي ساعات وساعات جالسة.
امرأة في مقتبل العمر بجسم عجوز: قال لي الطبيب أثناء معاينتي الأولى “عضلات خاصرتك هي تمامًا كعضلات خاصرة عجوز في الثمانين من العمر” وأضاف أن هذه الحالة هي نتيجة مباشرة لوضعية الجسم السيئة وللنقص في الحركة إضافة إلى الاستقرار.
نظام جديد وصحة جديدة لحياة أفضل: وصف لي طبيبي القيام بتمارين لتمديد عضلات الظهر وتقويتها، وهي تمارين صعبة التنفيذ. ظننت أنني لا أستطيع أن أقاوم ولكن لم أكن أعلم أن الأمر لا مفر منه. وأضاف أنه أثناء تواجدي في العمل عليّ أن أنهض وأمشي قليلًا كل ساعة وأن أضع ذراعيّ خلف مسند الظهر أثناء قراءة الرسائل الإلكترونية. تركت أحذيتي ذات الكعب العالي ورحت اتنزّه واقوم أكثر فأكثر بالتمارين الرياضية في الهواء الطلق.
بدأت بممارسة البيلاتيس، كان الأمر صعبًا في البداية ولكنني تعلّقت بهذه التمارين. ومنذ بضعة أشهر بدأت بممارسة اليوغا وتبدّلت حال جسدي كليًا. استقامت وضعيتي ورفعت رأسي. وقد أصبح ظهري أقوى. أما بالنسبة إلى أحذيتي ذات الكعب العالي العزيزة فاحتفظت بها للمناسبات الخاصة.