كل شيء في نهاية المطاف يعمل من أجل القرب من الله: شبابنا وجمالنا وطاقتنا ومشاعرنا ورغباتنا وأحلامنا وإرادتنا ووعينا. الهرم والفقدان التدريجي للقدرات والجمال والطاقة وامتلاك الثروات المادية وفقدانها والسرور والغم، كل ذلك يعمل من أجل أن يقربنا أكثر من الله.
تطير النحلة من الخلية وتقطع عشرات الكيلومترات في البحث عن الأزهار،التي تحصل منها على الرحيق وغبار الطلع. يتحول كل ذلك لاحقاً إلى عسل. تذبل الأزهار والأعشاب وتموت، ويبقى العسل. يحدث الأمر ذاته في حياتنا أيضاْ. مهما كانت الحياة التي عاشها الإنسان،سعيدة أم تعيسة،فهو يدخر الشيء الأهم الذي من أجله وهبت لنا هذه الحياة. كل ما هو شكل خارجي يفنى ، بينما يبقى الجوهر ويتطور. لكي يتطور المضمون يتحتم على الشكل القديم أن يفنى،مفسحاً المجال لشكل جديد. إذا ابتعد الشكل عن المضمون يتوقف التطور،لذلك يتعارض الحب الإلهي مع أي صيغة من صيغ السعادة الإنسانية. وكل شكل بدوره عندما يولد ويتطور ويذوي يفنى مخلفاً فقط حصيلة الحب الإلهي التي ستذهب النفس بها إلى الدور التالي من التطور.