لنتذكر أن الله أمر إبراهيم أن يذبح ولده ويقدمه أضحية له. هذا يعني التالي: أولادنا هم مستقبلنا. لقد وضع الله إبراهيم أمام مسألة لا تطاق: ما هو الأهم بالنسبة له؛ حب الله أم حب المستقبل؟ فاختار إبراهيم حب الله! وهذا يعني أنه تجاوز موضوع العدوانية تجاه المستقبل والتعلق به، وهذا يعني أن من الممكن أن تنشأ من نسله شعوب جديدة.
ما الذي يحدث عندما يحب الزوج زوجته بجنون؟ قد يذكر أي أسباب يشاء ولكن في اللا شعور كل شيء واضح بدقة: حب الرجل للمرأة هو رغبة في تحقيق غريزة استمرار النوع. تتوجه هذه الرغبة المستترة بالخصوص نحو المستقبل. طبعاً في كل حب إنساني يوجد حب إلهي، ولكننا ننسى هذا الحب بالذات في أكثر الأحيان. وعندما يحب الإنسان أولاده بجنون، فهذا يعني أنه يحب ذاته ومستقبله فيهم. ما الذي يعنيه قول إن أعداء الإنسان الأساسيون هم من في بيته؟ يعني أن الحب لله يمكن أن يحجبه حب الأقرباء والأولاد، وحب المستقبل في نهاية المطاف.
في النتيجة، من يغرم بشكل زائد بزوجته وأولاده، يمكن أن يضيع المستقبل. أما إذا زدنا من قوة هذا الشغف بالغيرة واللوم والوقوع في الاكتئاب، فقد نفقد المستقبل بسرعة أكبر. ما هو وجه الخطورة في الاستياء واللوم والاكتئاب؟ إنها مشاعر تمنع الحب. يجب أن نفقد كل ما يرغمنا على رفض الله. إن القوانين التي تحيا بها الروح سارية المفعول بالنسبة للمؤمن والملحد على السواء.