الأمر ليس شائعاً كثيراً، لكننا نسمع من وقت لآخر قصصاً عن أشخاص تجاوزوا كل العوائق ليساعدوا الآخرين وهذا يغير جذرياً في نظرتنا للعالم. من بين هذه القصص الملهمة بالتأكيد، قصة Jia Haixia وJia Wenqui.
هيكسيا ووينكي رجلان بعمر 53 سنة يسكنان الصين وواجها تحديات غير معقولة في حياتهما. ولد هيكسيا مع مشكلة خلقية جعلته أعمى بعينٍ واحدة. ثم فقد النظر في عينه الصحيحة على أثر حادث عمل سنة 2000. كما فقد وينكي ذراعيه في حادث مأساوي عندما كان عمره ثلاث سنوات وكان عليه أن يعيش مع هاتين الذراعين المبتورتين من وقتها.
برغم الإعاقة الجسدية الصعبة، ظل هيكسيا ووينكي مصممين على أن يعيشا حياتهما بكامل قوتها. تبادل هذان الصديقان الحميمان المساعدة لكي يعيشا في هذا العالم وينجزا الأعمال بشكل مشترك. عندما يكونان معاً ليس هناك شيء لا يستطيعان إنجازه.
بالإضافة إلى قصة صداقتهما المدهشة، نجح هذان الرجلان في أن يزرعا أكثر من 10000 شجرة خلال السنوات العشر الأخيرة.
يقول هيكسيا :”أنا يديه. هو عينيّ. نحن معاً نشكل شراكة رائعة”.
تقابل الاثنان سنة 2001 عندما كانا يواجهان صعوبة في الحصول على عمل بسبب إعاقتهما.
لم يكن كلا الاثنين يريدان أن “يستقيلا” من الحياة، لذلك خططا لزراعة الأشجار كي يكسبا مورد عيشهما.
عندما يزرعان الأشجار، يؤديان واجبهما تجاه المجتمع ويؤمنان مستقبلاً أفضل للآخرين. لهذا استأجرا معاً هكتاراً من الأرض من الحكومة وشرعا في العمل.
ينهض هيكسيا ووينكي كل يوم الساعة 7 صباحاً ليزرعا الأشجار. عندما يصلان إلى مجرى ماء متدفق، يجب عليهما أن يجتازاه ليصلا إلى أرضهما. فيحمل وينكي هيكسيا إلى الضفة الأخرى.
إنهما يمتلكان القليل جداً من النقود، لكنهما مصممان على تشجير أرضهما. ولأنهما لا يمتلكان القدرة على شراء شجيرات جديدة، فهما يستخدمان فسلات من أشجار قديمة ليزرعا الحياة في الأرض.
عندما يحتاجان إلى قطع أشجار للحصول على فسلات، يتصرف وينكي كأنه عيني هيكسيا ويعطيه تعليمات دقيقة.
هذا العمل يتطلب الكثير من الصبر وثمار جهودهما ليست دائماً ملحوظة. لكن مجرد رؤيتهما شجيراتهما تنمو سنتيمتراً بعد سنتيمترٍ تكفي هيكسيا ووينكي وتجلب لهما السلام الروحي.
يقول وينكي :”نحن نطير بأجنحتنا الخاصة. ثمار جهدنا لها أروع طعم. حتى لو لم يتوفر لنا إلا بعض الخبز لنضعه تحت أسناننا، يكفينا أن نحصل على سلام القلب”.
تطوع العديد من الأشخاص الكرماء لمساعدة هيكسيا ووينكي بعد أن سمعوا قصتهما. قدم فاعل خير تكاليف عملية جراحية يمكن أن تساعد هيكسيا على استعادة نظره، وتبرع شخص آخر بالمال الكافي ليغطي احتياجاتهما ويؤمن لهما مسكناً جيداً وغذاءً كافياً.
أليس مدهشاً أن نرى كيف أن عملاً كريماً يجلب الكثير من المبادرات الكريمة ؟ لنأخذ مثالاً من هذين الرجلين اليوم لنساعد في نشر التعاطف بين الناس. هل تعرفون قصصاً مماثلة عن التضامن والتعاطف ؟ يسرنا في ifarasha أن تشاركونا إياها في التعليقات.