كثير من الآباء يخشون أن يكرههم أولادهم إذا قاموا بوضع حدود لهم أو إذا عاقبوهم على تصرفاتهم السيئة. فهل أنتم منهم؟
هل تريدون أن يحبكم أولادكم بأي ثمن حتى لو كان ذلك يعني أن تتغاضوا عن الخطأ وتتحملوا تصرفاتهم غير المناسبة؟
إليكم الحلّ
هناك كلمة تستخدم كثيراً في العلاج السلوكي والعلاج النفسي وهي الازدواجية. إنه مفهوم الحب والكراهية في آن الذي يبدو متناقضاً.
مشاعر الأولاد تجاه والديهم خاصة خلال المراهقة يكون عادة متناقضاً. إنهم يحبونكم ولكنهم يكرهونكم أيضاً.
يحبونكم عندما تكونون لطفاء معهم وتعطونهم كل ما يريدونه ويكرهونكم عندما تعارضونهم أو تضعون حداً لجموحهم.
يستمرّ تقلّب مشاعرهم تجاهكم بين الحبّ والكره طوال مرحلة المراهقة.
قد ترونهم في كثير من الأحيان متناقضين فلا تعرفون ما يرضيهم ولا ما يجعلهم يفقدون رشدهم.
على الوالدين أن يفعلوا الصواب فحسب حتى لو كان ذلك يعني غضب الولد.
صحيح أنه سيغضب منكم لكنه سيحبكم في لا وعيه لأنكم تشكلون شبكة أمان بالنسبة له.
وهذا يحدث في كل وقت. الكثير منكم يغضبون من أزواجهم أيضاً لكنهم يحبّونهم في نفس الوقت.
ونحن أيضاً نغضب من أطفالنا ولكننا نحبهم في نفس الوقت. الغضب وحتى العدوانية ليسا مؤشراً إلى الكراهية بالضرورة.
فعلى الرغم من العداء والغضب الذي يشعر به الأولاد حيال والديهم عندما يرسمون لهم الحدود إلا أنهم يحبونهم.
إذاً ما لم يكن هنالك مشاكل حقيقية مرتبطة بأوضاع مسيئة في المنزل أو مشكلة عصبية أو نفسية،
اعلموا أن غريزة الأولاد تدفعهم تلقائياً إلى حب والديهم. وحتى إذا كنتم تجعلون أولادكم يغضبون لا تخافوا أن تخسروا حبهم.
إذا كنتم تفعلون أشياء لأطفالكم لكي يحبوكم فربما يحبونكم لأجلها وربما لا.
لكن إذا كنتم تفعلون أشياء تغضبهم ولكنكم تقومون بها بهدوء وروية وإصرار واحترام فسوف تجعلوهم يحترمونكم ويتوقون إلى محبتكم ورضاكم.
الأولاد يحبون الأشخاص الذين يحترمونهم!