يظن الأهل أن أهم شيء وأهم هدية يقدمونها لأبنائهم هو الحب. لكن الأهل غالباً ما يقومون بأمور عقيمة أو حتى مؤذية باسم الحب.
إذن ما الذي يجب أن يترافق مع الحب حتى نعطي أولادنا ما يساعدهم على النمو والنجاح والوصول إلى أن يجونوا قادة في المستقبل؟
قد تقول إحدى الأمهات على سبيل المثال: «أنا أعطي أولادي كل ما يريدونه لأني أحبهم»، وتقول أخرى:
«أجعل أولادي يعملون جاهدين من أجل أيّ شيء لأني أحبهم فالعالم الخارجي قاسٍ».
ينتقد الأهل أولادهم ويعاقبونهم ويدللونهم، كل هذا باسم الحب.
نادراً ما يكون الحب هو المشكلة في التربية. إذا ما راقبت ابنك وهو ينام ليلاً في سريره فأنت تعرفين كم هو غامر ذاك الشعور بالحب.
لكن الحب يكون فعالاً عندما يمتزج بالحكمة وبمهارات تربوية فعالة وبالقدرة على التفكير في النتائج الطويلة الأمد لقراراتنا.
من حسن الحظ أن الأبحاث والتجارب تعطينا معلومات جديدة يومياً تقريباً حول أفضل طريقة لتربية أطفال قادرين وأصحاء.
دافع الدكتور درايكر وهو أحد رواد الطب في دراسة وفهم سلوك الأولاد ،
عن العلاقات القائمة على الاحترام المتبادل ووجد أن الأطفال يحتاجون إلى حس الانتماء إلى عائلاتهم وأهميتهم فيها أكثر من الحب وحده.
لِمَ الانتماء والأهمية مهمان
يتعلّم الأولاد عن الحياة في إطار العلاقات وتُعتبر علاقاتهم الأولى هي الأهم. وبغض النظر عن الجنس أو المظهر أو الموهبة،
يحتاج كافة الأولاد لأن يعرفوا بأنهم ينتمون إلى عائلاتهم وبأن ثمة مكانا لهم فيها.
يحتاج الأولاد لأن يعرفوا بأنهم مقبولون من دون قيد أو شرط وبأنهم محبوبون على الرغم من سلوكهم الصعب أحياناً.
آمن الفرد ادليروهوطبيب رائد في علم النفس بمعاملة الأولاد باحترام لكنه رأى أن التدليل والإفراط في الغنج يعيقان التربية
ويؤديان في نهاية المطاف إلى مشاكل اجتماعية وسلوكية. تشكل أفكار الدكتور ادلير أساس نظريات التربية والتعليم الديمقراطية
التي تعتبر اليوم الأكثر فاعلية في تعزيز النمو الصحي للدماغ والعلاقات القوية.
يحتاج الأولاد لأن يشعروا بأهميتهم الخاصة أيّ أن يعرفوا أنهم مهمون بغض النظر عما يفعلونه أو ينجزونه،
وأن الخيارات التي يقومون بها في الحياة مهمة.
في الواقع، يرى الدكتور أدلير أن لدى كل البشر رغبة غريزية في التواصل مع المجتمع المحيط بهم وفي إعطاء شيء في المقابل.
الأولاد الذين يعرفون أنهم ينتمون إلى عائلاتهم وعالمهم وأنهم مهمون فيها، يصبحون على الأرجح أفراداً قادرين ومنتجين في مجتمعاتهم.