جيروم كاجان ليس فقط أستاذاً في إحدى أهم الجامعات في العالم، بل يعتبر أيضاً أحد أفضل علماء النفس في العالم. في الواقع، صنّفه زملاؤه الجامعيون من بين أبرز 22 عالم نفس في القرن العشرين. هذا التصنيف وضع هذا البروفسور قبل كارل يونغ.
إذن إذا كان هناك من أحد مؤهل لانتقاد إحدى أكثر المشاكل العقلية تشخيصاً عند الأولاد اليوم، فهو جيروم كاجان. وقد فعل هذا.
يقول كاجان إن اضطراب النشاط الزائد مع نقص الانتباه ADHD ليس مرضاً حقيقياً. إنه خدعة كاملة. من نافل القول إن تصريح كاجان أجفل الأوساط المتخصصة التي حاولت تشويه تصريحات كاجان.
” اضطراب نقص الانتباه هو اختلاق. كل ولد لا ينجح في المدرسة يرسلونه إلى طبيب أطفال، وهذا الطبيب يقول ” إنه ال ADHD، ويصف له دواء ال Ritaline “. في الواقع، 90% من الأولاد الذين شُخص لديهم هذا الاضطراب، ليس لديهم مشكلة غير طبيعية في إفراز هورمون الدوبامين. المشكلة أنه إذا كان الدواء متوفراً للأطباء، فهم يقومون بوصفه بدون تردد “- جيروم كاجان، عالم نفس وبروفسور في جامعة هارفارد.
عندما يكون الشخص عالماً نفسياً مثل كاغان أكثر تأثيراً من يونغ وبافلوف، فمن الصعب تسفيه رأيه.
إذن ما الذي يختبئ خلف هذه القصة ؟
مشكلة المال
كاجان لاذع في انتقاده لشركات الأدوية. فهو يقول إن هناك الكثير من المال الذي ينجم عن بيع الوصفات الطبية وهذا يخلق العديد من المشاكل.
أولاً، الأطباء يمكن أن يستفيدوا طبياً من ترويج ووصف بعض الأدوية. بكل تأكيد، هذا يمكن أن يحث الاختصاصيين في الطب على تشخيص أمراض أكثر ليكسبوا مردوداً أكبر. يربح بعض الأطباء مئات الألوف من الدولارات فقط من العمل مع الصناعة الصيدلانية. وبحسب رأي كوغان والأغلبية، فإنها ممارسة غير إخلاقية ومفسدة في نفس الوقت.
ثانياً، شركات الصناعة الصيدلانية لديها تأثير عظيم على الأوساط السياسية. تنفق شركات الأدوية مليارات الدولارات كل سنة على السياسيين لتحصل على ما تريد.
مشكلة التشخيص السيء والتشخيص الزائد عن اللزوم
بحسب ما يقول كاجان، “إذا أجريتم مقابلات مع أولاد ومراهقين أعمارهم بين 12 و19 سنة، ستجدون أن 40 بالمائة منهم يمكن تصنيفهم على أنهم قلقون أو مكتئبون. لكن إذا نظرتم عن قرب وتساءلتم من منهم انعكس عليه هذا بشكل خطير، لتقلص العدد إلى 8 بالمائة”.
استخدم كاغان الكآبة كمثال هنا، لكنه يقول إن أخطاء التشخيص- وأيضاً التشخيص الزائد- تنتج عنها مشاكل متنوعة على صعيد الصحة العقلية. بتعبير أبسط، كل هؤلاء الذين يشكون من عارضٍ أو تصرفٍ ما ليس لديهم مشاكل في الصحة العقلية.
التشخيص السيء يقود إلى تشخيص زائد، بحسب كاغان. “حوالى 11% من الأولاد بين 4 و17 سنة يتم تشخيص اضطراب نقص الانتباه عندهم”.
يضيف كاغان أن أغلب الأولاد المصابين بال ADHD بتم وضعهم في تصنيف معين :” من هم الذين يشخص الأطباء إصابتهم باضطراب نقص الانتباه ؟ الأطفال الذين لا ينجحون في المدرسة. هذا لا يحدث أبداً مع الأولاد الناجحين في المدرسة “.
حسب رأي كاغان، يجب أن يغير اختصاصيو الصحة العقلية تشخيصهم لل ADHD، الكآبة، القلق واضطرابات أخرى. يجب أن يبدأ علماء النفس وخبراء الصحة العقلية في البحث عن الأسباب وليس فقط الأعراض. وخصوصاً مع الأولاد، الذين غالباً ما لا يمتلكون قدرة كبيرة أو رغبة في الشرح.
بالتأكيد إنه لا يقول إن هذا سيكون سهلاً. لكن المسؤولين عن وصف الأدوية التي تؤثر على دماغ الأولاد بحاجة للبحث بشكل أعمق قليلاً. ويجب أن يفكروا كثيراً قبل وصفها.