قالت لي زوجة أحد معارفي على الهاتف:”أصيب زوجي بالعمى. منذ ثلاثة أشهر لا يرى شيئاً. لديه وهن هائل وسخط على العالم كله. لا نعرف ماذا علينا أن نفعل”
-أول ما عليكم فعله هو التوقف عن السخط على القدر،فهذا سخط على المشيئة الإلهية. يمكن تغيير القدر وتحسينه ولكن لا يجوز أن نكرهه. هل يمكننا أن نحسّن ما نكرهه ونريد أن نقتله؟ في كل الأحوال سوف يتقبل زوجك حالته عاجلاً أم آجلاً. إذاً أفضل له أن يتقبلها الآن وإلا فقد كل فرصة للتغيّر.
– وماسبب حالته برأيك؟
– من النظرة الأولى يتعلق الأمر بالأحفاد. لم نر بعضنا منذ زمن طويل. ألم يصبح لديكما أحفاد؟
-أجل ولدت لنا حفيدة منذ شهرين.
– إن طبع الجد وغضبه وشعوره الزائد بالعدالة خطر على الحفيدة،والكراهية تعمي العينين. فليعد النظر بحياته. عليه أن يصلح شأن الأولاد والأحفاد عن طريق ذاته.
-هل يمكن أن نقابلك في العيادة؟
– أنا لا أستقبل أحداً الآن. دعيه ينظر إلى تسجيل المحاضرات والندوات.
– ولكنه لا يستطيع أن ينظر.
-هذا أفضل. لن يشتت انتباهه منظر وجهي.
اتصل هو بي بعد شهرين وقال:”عدت بصيراً. أنت لا تتخيل ما عانيته خلال هذه الأشهر الثلاثة”.
أجبته:”ما زلت بحاجة للتعامل مع ذلك بشكل صحيح. من الأفضل أن تتعامل مع الشفاء كسلفة يجب العمل مقابلها. شفاء الجسد هو الخطوة الأولى فقط. قد يدل ذلك على بداية التغير في النفس ،والاهتمام بالنفس أصعب من الاهتمام بالجسد”.