إذا كان لديك عدة خيارات من أجل تطور المستقبل، فلن تشغف أو تتعلق بها، لأن من المستحيل السعي نحو عدة غايات في الوقت ذاته.
إذا كان شعورك واعتقادك هو أن الله العلي الأعلى هو الذي يتحكم بالمستقبل، فهذا سوف يرغمك على الافتراض بأنه توجد خيارات مجهولة بالنسبة لك عما سوف يحدث. لكنك إذا نسيت الله، وكان لديك نموذج واحد للمستقبل، فلا خيار لديك سوى الخضوع والتعلق بهذا النموذج بشغف زائد. وسوف يتبع هذا، بطبيعة الحال، تزايد الخوف والكراهية والاكتئاب.
الإنسان الذي بدأ يفقد مستقبله بالتدريج، هو الذي بدأت تظهر عنده الانزعاجات ثم المنازعات ثم الخصومات، وبعد ذلك تظهر الأمراض. وإذا استنفد احتياطي المستقبل عملياً، فهذا يعني أن مصيبة جدية سوف تظهر: تفكك الأسرة، مرض عضال أو قاتل. أما إذا تعلقت مجموعة من البشر بهدف واحد في المستقبل، فإن العدوانية تصبح ملحوظة ويمكن أن تقضي على ملايين وعشرات الملايين من البشر. عندها ينقلب فقدان المستقبل، في أحسن الأحوال، إلى موت وتفكك الدولة.