إن القوة الموجودة في العقل هي قوة ثنوية بمعنى أنها تفصل بين الخير والشر. وهي دائماً تصارع وتتسابق وتواجه نفسها، ولهذا فهي ليست قوة بل ضعفاً.
كيف يخلق العقل إحساساً بالضعف والخسارة؟
يحدث ذلك عندما يقسم هذا العقل العالم إلى طيب وشرير، إلى جيد وسيء، ومن خلال مقارنته وتقييمه للظواهر وللناس، ومماثلته لنفسه بتقييمها والتعلق بها. وبما أننا نماثل أنفسنا مع العقل، فإن هذا الشرخ وهذه المقارنات والتقييمات تعيش بشكل مستمر فينا وتتطور. وهكذا تتفتت قوتنا الموحدة أكثر فأكثر، فنزداد ضعفاً لآلاف المرات. ولهذا يضعف الناس مع الزمن ويهرمون بعقولهم وأجسامهم، ويستمر عقلهم بتقسيم كل شيء بفعل الاستمرارية، فتتفتت قوتهم وتزول. إن القوة تتفتت وتزول لأن كل ماتراه من حولك يقسمه عقلك إلى جيد وسيء.
فإذا سعيت في تمارينك لتوحيد العقل مع الجسم، فإن قوتك الداخلية تتزايد مع الزمن ويبقى عقلك قوياً وصافياً. ويستحيل وصف الإحساس الناتج عن القوة الموحدة التي تستيقظ تدريجياً عندما تسترخي وتسمح لعقلك وجسمك بالاتحاد.