إن كل ما هو موجود في حياتك الآن هو نتيجة لدخول أفكار معينة إلى رأسك وتجذرها فيه، أي أنك بدأت تفكر بها ثم تشبهت بها. وكل ذلك تم بدون أن تنتبه، ولا سبيل لملاحظة ذلك دون التوقف للنظر في أعماق نفسك. فالأفكار التي أدخلتها أصبحت أفكارك، ثم تطورت وبدأت تظهر في العالم المحيط بك، لأن العالم المحيط بك يعكس الأمور الموجودة في داخلك. وليس أمامك إلا الجلوس والنظر إلى داخلك بكل بساطة. ويسمح لك ذلك مع الزمن بإتقان عملية قطع الأفكار في مرحلة نشوئها. هذا الأمر يتطلب على الأقل سبع سنوات.
من الضروري هنا المحافظة على التيقظ والانتباه لما يحدث في داخلك، فلو أنك نظرت مرة إلى ما يحدث في داخلك، لكنت لاحظت بلا شك أنك، وقبل تشكل الفكرة، تعرف مسبقاً باقترابها وبمحتواها. وفي هذه اللحظة يمكنك قطع الفكرة بدون إكراه.
– انتبه وأدرك ظهور عقبة أمامك وحاول أن تراها. عادة يجمد الناس أمام العقبة أو أنهم يقتحمونها بلا تفكير. وسياسة كهذه ليس فيها شيء من الإدراك والحضور في المكان والزمان.
– حاول أن تدرك أنك أنت وليس شخصاً آخر من خلق هذه العقبة،لأن العالم الخارجي هو انعكاس للعالم الداخلي.
– اسأل نفسك عن أسوأ ما يمكن أن يحدث إذا حصلت على الشيء الذي تريد،وهل سيتحقق مرادك بهذه الطريقة؟
– تقاسم بصدق مخاوفك وقلقك وانفعالاتك السلبية مع شخص آخر. يحتمل أن يعطي ذلك مفعوله إذا كررت ذلك على انفراد مع نفسك،فحاول أن تجرب ذلك.
إذا حددت مخاوفك تحديداً صحيحاً ولامست الانفعالات المطلوبة، فإن الانفعالات تختفي مباشرة وكأنك في حلم. لكن قد تتعرقل هذه العملية بسبب وجود انفعالات سلبية في داخلك وعليك إيجادها وإدراكها وتقاسمها مع الآخرين. ويحدث أحياناً أننا نترك حل مشكلاتنا للآخرين،وفي هذه الحالة تصبح المشكلة عالقة لذا عليك أن تشارك في حلها ولو عاطفياً. ولن تنحل إلى أن تدرك ذلك.