عندما تنصح شخصاً بقبول الأمور الموجودة في داخله والتي يرفضها، يستيقظ في داخله شعور واضح بالخوف والرفض، لأنه يخشى من أن تقبّله لهذه الأمور سيجعله على شاكلة الذين يقومون بها فيصبح مثلهم. فمثلاً إذا نصحت شخصاً طبيعياً بأن يتقبل غريزة القاتل في نفسه، فإنه ينفر منك وينظر إليك على أنك عدوه، وهذا رد فعل طبيعي، فأنت تواجه في حياتك قالباً فكرياً معيناً لأنك ترفض وجوده في نفسك، فتقيّمه تقييماً سلبياً، وعندها تتعلق به فيسيطر عليك.
التقييم السلبي لحقيقة ما يعني أنك غير راغب بالنظر في وجه هذه الحقيقة، ويعني أيضاً أنك ترفض السماح لها بالوجود، ولهذا فهي تختفي آلياً من حقل بصرك الداخلي وتظهر في الخارج، وهنا يعكس لك العالم الخارجي حالتك الداخلية. فمتى تتقبل؟ عندما ترى وتعرف. فمعرفتك للشيء تجعله يفشل في فرض سلطته عليك، لأنك ستلاحظ دائماً محاولات كهذه فتسيطر عليها. فقبولك في داخلك للشيء الذي ترفضه وتقيّمه تقييماً سلبياً لا يعني أن تصبح كذلك، بل إن قبولك سوف يدخل المحبة والسلام إلى حياتك.