مأساة الإنسان تكمن بالضبط في أنه يستطيع أن يتجنب الحب لكي يعيش بدون أذى. إذا ركزنا على السعادة الخارجية وعلى الجوانب المادية، يمكن أن نغفل عن احتضار نفسنا ولا نلاحظ كيف تموت. ولكن إذا كان لهذا الشخص أولاد فإنهم في كل الأحوال سيلتقون بالحب، وعندئذ سيتحمل الأب ما لم يتحمله الأبناء كلهم.
ليس الشخص وحده، بل يمكن أن تسلك الدولة على هذا النحو. يمكن أن نربي عند أولادنا نظرة متساهلة ومستهترة تجاه الحب. يمكن أن نسمّي العلاقات الجنسية حباً. يمكن أن نقنع أنفسنا بإمكانية التحكم بالحب، وعندئذ ستنفر عدة أجيال من أحفادنا من الحب. إلا أنه عاجلاً أم آجلاً سوف تلتقي الدولة أو المجتمع بهذا الشعور القادم من المستقبل. وكلما كان السد الذي يحميها من الحب مرتفعاً كانت العواقب أشد قسوة بالنسبة لأولئك الذين احتموا من الحب.
يجب أن لا يضع الإنسان أي حواجز أو حماية تجاه الحب، وأن يرمي كل ما يؤمّن له هذه الحماية. لماذا يقتل المال إذا اكتسبناه دون عمل؟ لأن الاستهلاك فيه أكثر بكثير من العطاء. من يريد أن يحصل على أكثر مما يعطي، يبدأ بالمرض والتشوه. لماذا تضيء النجوم؟ لأنها تريد أن تكون سعيدة. إن إعطاء الطاقة سعادة ليس فقط للكائن الحي بل أيضاً للكائن غير الحي. إذا أعطينا، أو أخذنا، على المستوى الخارجي، يحدث إصدار للطاقة. نتلقى هدية ونسر بها، هذا إصدار للطاقة. نقدم هدية لشخص آخر ونسر أيضاً، هذا إصدار أكبر للطاقة. إنه قانون كوني.