إذا أردت طوال الوقت أن تفعل ما هو الأفضل وأن تكون أفضل وتظهر بصورة أفضل، فعليك بالتالي أن تبقي يدك على قلبك مراقباً الوضع كي لا يسوء. فهل ترى في نفسك هذا الكم الهائل من الرقابة؟ وأين يزداد التوتر في جسمك لتحافظ على الوضع؟ ابدأ بمعايشة هذا التوتر وحرره. فقد راقبت نفسك كثيراً حتى الآن، لكنك لم تنجح في شيء، أليس كذلك؟ إذ أنه على الرغم من كل تلك الرقابة دائماً ما يحدث ما تخاف منه كثيراً.
إنك تبقي رقابتك على نفسك دائمة محاولاً تحسين نفسك ودراسة السلوكيات الروحية وإتقان مختلف أساليب التطوير الذاتي والسعي لحماية نفسك من النتائج السيئة في المستقبل. إن أكثرية الناس يذهبون إلى أماكن العبادة من أجل أن يصبحوا أفضل ويحموا أنفسهم من المشكلات القادمة في الحياة ومن الجحيم في الآخرة، وإيمانهم مبني على الخوف. فكل سعيهم نحو الكمال الروحي مبني على الخوف، أي أنه في جوهره سعي للحفاظ على رقابة أكثر كمالاً على الوضع.
إن الرقابة المبنية على أساس الخوف ليست رقابة، فعاجلاً أم آجلاً سوف تخيب هذه الرقابة أملك. والنمو الروحي المبني على أساس الخوف ليس نمواً،فعاجلاً أم آجلاً سوف يقع الإنسان في الوضع الذي حاول الهروب منه. كما أن الإيمان المبني على أساس الخوف ليس إيماناً. لأن الخوف لا يشترك مع الحقيقة إلا بالقليل الضئيل جداً، فالإيمان هو انعكاس للحقيقة. وعاجلاً أم آجلاً يقود إيمان كهذا إلى طريق مسدود.