لماذا يرزق الله بعض الناس والبعض الآخر لا؟ د. سيرغيه لازاريف


كثيراً ما كنت أشرح لمرضاي كم تعني كثيراً الفكرة الأولى ( أو النية ) . فإذا فكرتم في شيء، أو خططتم له، وأنتم تشعرون بالحسد أو الانزعاج، أو بالرغبة في الحصول على المال فقط، فإن مخططكم محكوم بالفشل والانهيار. البذرة المتعفنة لا تنبت ولا تعطي نبتة سليمة. أما إذا كنتم تبحثون عن طريقة لاستعمال فائض الطاقة لديكم، وتحقيق الذات وتقوية الشعور بالطيران الذي يرافق العمل المثمر، عند ذاك سوف تسير أموركم على ما يرام.
لوحظ منذ زمن طويل أن الأولاد الذين يدخلون عالم الرياضة وهم يحلمون بالحصول على المال الوفير، تحدث لهم أشياء غريبة : أياً كان موهبتهم ومهما كانت لياقتهم، يتعرضون للإصابات، ويفشلون. لا يمكن تفسير ذلك، ولكن يبدو أن القدر لا يحب هؤلاء الأولاد ولا يتيح لهم تحقيق شيء ما في الحياة.

أذكر كيف فسرت الأمر لأحد اللاعبين :
– تتحقق فقط الأماني التي لا تجعلك عبداً. تنتابك الرغبة في تحقيق هدف لدرجة أنك تبدأ بالتعلق كلياً برغبتك الخاصة. ولكن، عندما تتعلق الروح بشيء، يخرج الحب منها وتدخل العدوانية، فالحب يتحول عندها إلى رغبة تبدأ بتشويه الشخص هو ومن يحب.

الرغبة بخلاف الحب عدوانية دائماً، فالرغبة في الأخذ أكبر دائماً من الرغبة في العطاء. الرغبة هي شعور مغتصب سارق من حيث المعنى. فاللص وقاطع الطريق يريد أن يأخذ أقصى ما يمكنه ولا يعطي إلا أدنى ما يمكنه. والإنسان الذي يقع تحت تأثير الرغبات هو نفسه اللص الذي أبعد نفسه عن الرحمة الإلهية. لا بد من الابتعاد عن الشهوات داخلياً لكي لا يصبح الإنسان عبداً لها، ولا يتسنى فعل ذلك من دون الشعور بالحب.

لا يجوز أن تجعلنا رغباتنا عمياناً. في أي الحالات تعمينا الرغبات؟ بشكل عام، يحدث هذا عندما يركز الإنسان على الرغبة وينسى كل شيء: الحب، الطيبة، والأخلاق. يعني: أن يكون لدينا رغبة ما هو شيء حسن ومفيد، ولكن قوة الرغبة يجب أن لا تكون أكبر من قوة الحب. لذلك نلاحظ عند شخص ما رغبات هائلة ولكنها تعود عليه بالفائدة، بينما رغبات شبيهة عند شخص آخر تؤدي به إلى الغضب والكبت، ثم يبدأ بالمرض ويموت.
طاقة الرغبات هي ثروة، مثلها كالمال، السيارة، الشقة، وكأي ثروة أخرى قد تكون خطيرة إذا لم يكن الإنسان مستعداً وجاهزاً.

أفكار تغيّر حياتكالانهيارالرغباتالفشل