لا شك أنك مررت بظروف كان عليك فيها القيام بأعمال مستعجلة لا تقبل التأجيل، فكنت تتمزق بين هذه الأعمال ولا تدري ما العمل ومن أين تبدأ. وكانت الأفكار تتزاحم في لحظات كهذه ويصبح رأسك على وشك الانفجار. وسبب ذلك هو أنك تحاول حل المشكلات فينشأ التوتر عن محاولاتك هذه ويزيد الفوضى في أفكارك. فإذا وقعت في وضع مماثل، حاول أن تتوقف وتجلس لتتأمل، فهذا يشبه جلوسك لتتأمل كومة من الصخور مصفوفة فوق بعضها باحثاً عن ممر آمن لتتسلقها. فتستمر بالنظر إليها فترة وأخيراً يرتسم أمام عينيك الطريق التي تستطيع الاستعانة بها أثناء تسلقك.
إذا شعرت بالخوف من جراء اعتقادك بأنك لن تنجز العمل في الوقت المحدد وأنك ستفشل، اجلس ببساطة واستشعر هذا الخوف وعايشه، فمن المحتمل أن هذا الخوف هو الذي صنع هذه الفوضى في داخلك، فعايش هذا الخوف وحرره. كما بإمكانك مضاعفته بأن تسأل نفسك:”ماذا سيحصل إذا فشلت بالقيام بذلك؟”وعايش هذا الخوف وحرره. فإذا سمحت لنفسك بالجلوس لبعض الوقت (وبعض الحلول تحتاج لدقائق، وأخرى لساعات، وبعضها لأعوام، ولكنها في الغالب تحتاج لعشرين دقيقة)، فستشاهد كيف تتفرق الأفكار سريعاً وتنتظم وتصطف المشكلات في ترتيب معروف لها وحدها، وتشهد ظهور الحل وسط هذه الفوضى. وأخيراً وفي لحظة معينة يتجلى الطريق أمامك بوضوح. فالفوضى دائماً تقود إلى النظام والنظام دائماً يقود إلى الفوضى.