قدرك أن تنجح لكنك تختار العكس -فلاديمير جيكارنتسيف


إن العالم وكل حدث فيه وكل ما نصطدم به له ناحيتان وكل ناحية تحمل ذرة من نقيضها. وبسبب وجود هذه الذرة، فإن كلا النقيضين عندما يتواجدان في لحظة معينة بشكل مرئي، يحملان في طياتهما عامل التغير وعدم الثبات، ولذلك فهما مستعدان في كل لحظة للتحول إلى النقيض.

ابدأ بالنظر إلى ما يقلقك أو يخيفك، حيث يمكنك القيام بذلك من خلال التأمل أو في خلال ممارسة الأعمال اليومية. أنت في الأساس محكوم بالنجاح بحكم تنظيم العالم نفسه، ولكنك أنت من خلق هذا الخوف وأنت الذي زرعت بذرة الحالة المعاكسة أي الفشل، ولذلك عندما يعتريك الخوف بكامل قوته ويصل إلى حدوده العظمى،فإنه سينقلب فتنتقل إلى حالة من حالات المحبة، لأن المحبة هي نقيض الخوف. نصيحتي الوحيدة لك هي ألا تنسى ذلك خلال تواجدك في حالة الخوف لأنها ستنعكس سلباً على حالتك الصحية.

فإذا تعرضت لمشكلة ما، لا تهرب أو تحاول إصلاح الأمور،إنما كن حاضراً متيقظاً دون أن تخاف أو تقيّم المشكلة أو تصنّفها، وعندها سينقلب الوضع. مثلاً عندما تكون غير راغب في الذهاب إلى مكان ما، وتساورك شكوك بأنك لن ترتاح هناك، فإذا قررت رغم ذلك ان تذهب لتجابه خوفك فإن الوضع سيكون على عكس توقعاتك. نفس الشيء يحدث مع المشاكل والعقبات عندما لا تهرب منها بل تذهب لمجابهتها.

لكننا نستطيع أن نخوض هذه المجابهة على مستوى العقل، عندما نبدأ بفحص وإمعان النظر في مشكلة محددة نختارها، فنطرح على أنفسنا فكرياً أسئلة مثل:”ماذا سيحدث إذا…؟”. كثيراً ما يسألني الناس:”ألن نجذب إلينا المشكلة إن فكرنا فيها؟”، وأجيبهم بألا يخافوا، فهم لن يجذبوا إليهم المشكلة أو المخاوف، لأنه بعد وقت معين ستنقلب المشكلة وتتحول إلى نقيضها وستكتشف إما الحل لها أو عدم أهميتها، وكذلك سترى كيف خلقت هذه المشكلة.

أفكار تغيّر حياتكالتأملالخوفالفشلالنجاح