أريدك أن تنتبه إلى أحد القوانين المهمة في العالم. فأنت ما إن تقول لنفسك إنك حققت أمراً ما حتى تبدأ الحالة بالتحول إلى نقيضها. وما إن تقوم بتعريف شيء حتى تبدأ مباشرة بالانتقال إلى الحالة المعاكسة. وما إن تقول:”أنا أملك هذا” حتى تبدأ بخسارته تدريجياً. وهذا يذكرنا كثيراً بالإصابة بالعين أو الحسد، أليس كذلك؟ لكن الأمر هنا يتعلق بتنفيذ قوانين العالم بدقة.
يتلخص فن التعامل مع هذا القانون في الاقتراب الدائم من الهدف، دون أن تعتبر أنك حققته. هل تذكر كيف تشعر عندما تحقق الهدف الذي عملت لأجله زمناً طويلاً وبذلت مجهوداً كبيراً ؟ إن الشعور الصحيح هو الشعور بالفراغ والخسارة، فالشيء الذي تحصل عليه يفقد قيمته عندك ولا يعود يلزمك. كما أن الحياة تفقد مغزاها أحياناً وعندها يغادر الناس هذا العالم. فمثلاً يقوم أحد الأشخاص بجمع المال لسنوات طويلة لشراء سيارة، وعندما يشتريها يقع حادث ويموت. وأحياناً يعيش الناس في انتظار التقاعد وعندما يصلون إلى التقاعد يموتون، فقد قفدت الحياة مغزاها. لذلك يجب أن يختار الإنسان الأهداف السامية والبعيدة ليسعى لتحقيقها طيلة حياته، وعندها سيشعر بالسعادة، وسيفرح بعملية الإبداع المستمرة.
إنك إذا ابتعدت عن تعريف الأمور التي تحدث معك في حياتك وتحديدها، فستفرح بالحياة نفسها، فما إن نقوم بتعريف حالة حتى نجمد في مكاننا. وعندما تنقلب الحالة إلى النقيض الذي لا ترغب فيه، فإنك تضطر عندها إلى التسليم بالأمر الواقع والانتظار حتى تصل الحالة إلى ذروتها فتنقلب إلى الحالة المعاكسة. أنصحك بأن تستغل هذه الفترة في التعلم والدراسة وإدراك مكانتك في الحياة وممارسة الكثير من الأمور التي ستساعدك في فهم نفسك بشكل أفضل. إذا ابتعدت عن الشكوى وتابعت الحياة وكأنه لم يحدث شيء واجتهدت في فهم الدرس الذي تستخلصه من هذه الحالة، فهذا سيساعد كثيراً في تقريب لحظة الانتقال إلى الحالة الجديدة.
مرة شاهدت فيلماً يقع بطله في نهاية الفيلم في طريق مسدود لا مهرب منه، ونهايته الحتمية هي الموت. ماذا تظن أنه قال ؟ لقد قال:” إنني خائف وبالتالي فإنني أتواجد في الزمان والمكان المطلوبين”. هذا يعني أن تكون في الزمان والمكان الراهنين وأن تتعامل مع ما يحدث دون أن تهرب. وفي النهاية نجا البطل، وكان يجب أن ينجو لأنه جابه خوفه. ماذا يحدث للخوف عندما يقابله نور الوعي ؟ إنه يتراجع ويتلاشى وتنقلب الحالة.