يشرح مركز تطوير الطفل The Center on The Developing Child :” بعكس المعتقدات الشعبية السائدة، فإن تعلُّم الأولاد كيف يسيطرون على أنفسهم، كيف يكونون متنبهين وكيف يحفظون المعلومات في ذاكرتهم بشكل واعٍ، لا يحصل بشكل تلقائي بينما هم يكبرون “. مع أن هذه المهارات أساسية جداً، فنحن لا نولد معها. عندما نولد إما تكون القدرة على التطور موجودة لدينا وإما لا. لتطويرها، يجب أن نقوم بتدريبها لدى الأولاد في اللحظة المقررة من الطبيعة، ولكن الأولاد لا يمتلكون القدرة على فعلها وحدهم.
لقد لاحظتم بالتأكيد مع أولادكم، بعمر سنتين ونصف، أن المهارات التنفيذية عندهم غير متطورة : ينسى الولد بسرعة ما الذي يريد قوله حتى وهو يتكلم، يتشتت بسرعة، يتحكم بحركاته وانفعالاته بصعوبة، ويغيّر خطته بصعوبة عندما لا تنجح. هذا شيء عادي، فقدرته التنفيذية بدأت بالتطور للتو وهو سيتطور بسرعة كبيرة بين 3 و5 سنوات. هذه الفترة الحساسة هي فرصة حقيقية يجب أن لا تُفوَّت. لأن ما نبنيه في هذه المرحلة العمرية هو الأساس الذي تترسخ وتتبلور معه المهارات التنفيذية حتى بداية عمر البلوغ.
كيف نساعده ؟
مركز تطوير الطفل واضح جداً : البيئة المشجعة لتطوير المهارات هي تلك التي يقود فيها الأهل الولد نحو الاستقلالية مع إبقائه تحت المراقبة، وذلك بشكل مبكر وتدريجي. في الواقع، عندما نشجع الولد على العمل وحده، على انتعال حذائه وحده، على ترتيب أغراضه وحده، على غسل يديه بالصابون وحده، على تقشير البازيلاء إلى جانبنا، فنحن نساعده على تدريب قدراته التنفيذية : يجب أن يبلغ هدفاً محدداً ولهذا يجب أن يركز انتباهه، أن يسيطر على التصرفات أو المشاعر غير المناسبة، أن يضع برنامجاً لأعماله، وأن يبقى مرناً في حال حدوث خطأ. ليس هناك إلا هو، بنشاطه الخاص، يستطيع أن يبني ذكائه التنفيذي.
ليس على الكبار إلا تشجيعه، منذ عمر الثالثة، على أن ينفذ بنفسه ما يستطيع أن يفعله بنفسه، مرافقين إياه بدون أن يقوموا بالعمل بدله، مشجعين إياه، ثم تاركين إياه تدريجياً. لا شيء أكثر من هذا. لا حاجة للبحث عن نشاطات خارجة عن المألوف بعمر 3 سنوات، فالشيء العادي في هذا العمر هو خارج عن المألوف بالنسبة للولد.
إذا وجدتم هذه المقالة التي قدمناها لكم من ifarasha مفيدة، نرجو منكم أن تشاركوها مع أقاربكم وأصدقائكم.