ما رأيكم لو نتوقف الآن لنرى السبب الذي يجعل العلاقات الزوجية وعلاقات الحب تفشل في هذه الأيام؟
إن الاعتقاد بأن أفضل زواج هو الزواج الذي يؤمن لنا الرضا ، هو اعتقاد غير صحيح. ألا يُفترض بالزواج أن يجعل العلاقة الزوجية في قمة الأولويات؟ لا هذا لم يعد يحدث.
منذ عقود كان يُعتبر الزواج مؤسسة اجتماعية واقتصادية أما الحاجات العاطفية والفكرية فكانت شيئاً ثانوياً . ولكن في الحياة المعاصرة فالناس يبحثون عن علاقة شراكة وهم يريدون شريكاً يجعل حياتهم مثيرة أكثر.
الزواج في الأساس شيء يقوم على ما نريده نحن. أما اليوم فالزواج يقوم على ما أريده أنا.
وهنا تقع المشكلة بالتحديد. فقد أصبحنا أنانيين. وذلك يعني أن لي الحق أن أقول للزوج، عليك أن تتأقلم معي ولكن لا تتوقع مني الشيء نفسه.
تخيّل للحظة لو أن كل العلاقات قائمة على ما أريده أنا وعلى ما ستقدمه انت لي. هذا يعني أن كل العلاقات ستبوء بالفشل وأن لا أحد يمكن أن يكون الشخص الكامل للشخص الآخر.
إذن حتى نجعل علاقتنا الزوجية وعلاقات الحب غير معقدة، علينا أن نشعر أولاً بالحب اللاأناني وغير المشروط كذاك الذي ينعم الله به علينا بعطفه ورحمته. وعلينا أن نزجّ حياتنا في ذاك الحب وأن نتعلم العيش من أجل الاخر وليس من أجل أنفسنا . علينا أن نبدأ بالشعور بالحب المليء بالتضحية وأن نتعلم أن الحياة لا تدور حولي فقط بل حولنا معاً وأن نتعلم أن نقدم بدل أن نأخذ.