إذا لم يتوحد البشر عبر الإيمان بالله والاستعداد للالتزام بتعاليمه، بل كان ما يوحدهم هو اللغة أو القومية أو الأرض، فسوف تنشأ حتماً النزاعات والتناقضات وتتفاقم بقوة متزايدة تبعاً للمصالح. تحدث أي وحدة عبر تصارع الأضداد، لكن الأضداد لا تتطور دائماً بالتنازع، فسوف يفني بعضها بعضاً إذا لم تجد لغة مشتركة.
كلما كانت الطاقة الداخلية أقل، تراجعت الفرص لتطور الأضداد وتوحدها. إذا كانت الطاقة لا تكفي إلا لتأمين البقاء على قيد الحياة وتأمين الاحتياجات الضرورية، فهل تذهب لبناء العلاقات وإيجاد التفاهم والحلول الوسط بين الناس؟ بالطبع كلا. لذلك لا يستطيع الوثني أن يغفر، عليه أن يقتل من آذاه وينتقم منه.
ولذلك فإن الدول التي يوحد الناس فيها المال والرفاهية والمصالح العشائرية والقومية، تنهار بالتدريج داخلياً ثم تتفكك من بعدها خارجياً.
سيرغيه لازاريف – Dr Sergey Lazarev