يعيش الأهل في دوامة ، فهم لا يكادون يجدون وقتاً لشيء ويدخرون الوقت للسنوات اللاحقة. فلم ندخر الوقت يا ترى؟ بعض الأهل يدخرون الوقت إلى ما بعد اليوم الذي يشترون فيه كل ما يرغبون فيه: بيتاً، أثاثاً، منزلاً على شاطئ البحر، سيارة. المشكلة أنه حتى يأتي الوقت الذي يكسرون فيه حصالة النقود يكون أولادهم قد تركوهم. وإذا كان الأولاد في عمر المراهقة سيفضلون التواجد مع رفاقهم قائلين لهم: «اذهبوا أنتم إلى الشاطئ أما أنا فسأخرج مع رفاقي». الحقيقة أن الأهل يدخرون الوقت ليستمتعوا به وحدهم.
وبعض الناس يدخرون الوقت إلى سن التقاعد أو إلى شيخوختهم. ولكن من يعرف؟ قد ينتهي الأمر بجسمك المتعب بالإصابة بنوبة قلبية قبل أن تستمتع بالوقت الذي ادخرته.
من مفارقات الحياة أن الطفل عندما يكون صغيراً ويحب أن يكون مع أهله، يكون هؤلاء الأهل مشغولين جداً. وعندما يجدون أخيراً الوقت ليكونوا مع ابنهم، يكون هذا الابن قد كبر ولم يعد راغباً في قضاء الوقت معهم، مفضلاً التواجد مع رفاقه.
عندما ننسى أولوياتنا، نتجاهل المكانة التي يشغلها أولادنا في حياتنا وننسى أيضاً أنهم لن يبقوا أولاداً إلا لعدة سنوات فقط وأنهم لن ينتظرونا على العتبة وأننا لن نكون دائماً الأوائل في قلوبهم ولن نكون من يلجؤون إليهم في الشدائد والصعاب. ننسى أن الوقت يمضي بالنسبة لهم وبالنسبة لنا وأنهم حالما يقولون وداعاً لطفولتهم فالطفولة لن تعود أبداً. ونفشل في أن ندرك أن صحبتهم هي هبة نستمتع بها في الحاضر.